(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

عندنا هنا ذهاب بطرس والتلميذ الآخر إلى القبر يوم القيامة بعدما أخبرتهما مريم المجدلية أنّه فارغ. إنّ هذين التلميذين يلعبان دورًا مهمًّا في إنجيل يوحنا، فيُذكران مع بعضهما هنا، أثناء العشاء الأخير (13 : 23 – 25) وفي الصيد العجائبي (21 : 7) وبعد الغذاء (21 : 20)، وهذا يدلّ على صداقتهما. يتّفق يوحنا مع مرقس على التحديد الزمني الذي هو اليوم الأول من الأسبوع، لكن، فيما يقول مرقس انّ النساء ذهبن إلى القبر وقد طلعت الشمس (مر 16 : 2) يحدّد يوحنا زمان ذهاب مريم المجدلية أثناء الظلام الذي كان لا يزال مخيَّمًا. ليس التناقض ظلام–نور بجديد عند يوحنا؛ فقد أخبر هذا الإنجيلي أنّ نيقوديموس ذهب أثناء الليل والظلمة إلى نور المسيح، وقد وضع على لسان يسوع الإعلان الواضح: أنا نور العالم. وهنا، قد يوحي الإنجيليّ أنّ فجر ذلك اليوم، فيما يسيطر الظلام رمزًيا على التلاميذ والعالم بسبب غياب يسوع، بدأ نور القيامة ينكشف رويدًا رويدًا للتلاميذ. إنّ وصف اللفائف الممدودة والمنديل الذي كان حول رأس يسوع يذكّر مز 116 : 3– 6 أمّا عبارة "...ملفوفًا في مكان على حِدَة" (آ ية 7) فتُفهمنا أنّ بطرس ويوحنا أدركا أنّ جسم يسوع لم يُسرَق لأنّ السارقين لا يهتمّون في ترتيب المكان وجعْل كلّ شيء في مكانه.

شكّل هذا الاختبار للتلميذين بداية الإيمان، فلم يفهما بعد مثلًا هذه الآية "لا تترُكني في عالم الأموات يا الله لئلَّا يرى تقيّك الفساد" (مز 16 : 10). كان هذا الحدث الإيمان البدائي الأساسي الذي عليه سيُبنى إعلان القيامة، بسبب اكتشاف القبر الفارغ وبسبب ظهورات القائم على التلاميذ.

تأمل في النص

وجد بعض المفسّرين لإنجيل يوحنا تلميحًا لصراع بين التلميذ الذي أحبّه يسوع (يوحنا) والتلميذ الذي أوكل إليه يسوع رعاية القطيع (بطرس). إنّ نصّ القيامة هذا يدحض هذه المزامع: لم يدخل يوحنا القبر أولًا بل بطرس. لا خلاف بين كنيسة هييررقيّة وكنيسة كاريسماتيكيّة.

إنّ التلميذين يتحاّبان ويفهمان على بعضهما بالإشارة (يو 13 : 24). لذلك، على القارئ أنّ يعيش في موهبته الخاصة والمميّزة وأن يحترم باقي المواهب في الكنيسة.

الفكرة الرئيسة

ذهب التلميذان إلى القبر فوجداه فارغًا. وأنا، متى سأوقف البحث عن الحيّ بين الاموات؟ 

صلاة

أريد يا رب أن أتحرّر من ظلمتي. ساعدني لأرى نور قيامتك. لقد أحاطت بي حبائل الشك والخطيئة، فخلّصْني، ومُدَّني بحقيقة الإيمان، فأعيش في الرجاء والمحبّة، آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم