(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

فقط عند متّى نجد رؤساء اليهود في نشاط وعمل بعد موت المسيح وقيامته. فقد طلبوا من بيلاطس حراسة القبر (مت 27 : 62 – 66 ) ورشوا الآن رجال الحرس. قد يكون الهدف من ذلك دفاع الجماعة المسيحية عن ذاتها من كذبة اليهود الذين اّتهموها بسرقة جسم يسوع من القبر بهدف إعلان القيامة. كانت قوانين الإمبراطورية الرومانية تحكم بالإعدام على مَن يتعدّى حرمة القبور، وخاصة في عهد الإمبراطور كلاوديوس قيصر (41 – 54 ب.م.). لذلك لا يفهم تاريخيًا تصرّف رؤساء اليهود، لأن لا تبرير مقنعًا لفِعلَتهم أمام الحاكم الروماني. بالنسبة لرجال الحرس، كان متّى قد قارن، في نص القيامة، بين موقفهم المرتعد خوفًا "إذ صاروا كالأموات" (مت 28 : 4) ويسوع المصلوب والمدفون الذي قام من بين الأموات. وبما انّهم أدوات بأيدي الرؤساء، فقد عادوا إلى أسيادهم ليخبروهم عن اختبارهم. ردّة فعل رؤساء اليهود عُبّر عنها بواسطة أربعة أفعال: اجتمعوا، تشاوروا، أعطوا مالًا، وقالوا. لم يكن المال الكثير الذي عرضوه على الجنود إلّا بهدف تحفيزهم على طاعة أوامرهم. كل اجتماعاتهم أثناء حياة يسوع كانت بهدف توقيفه وقتله. ولمّا دُفن، اجتمعوا ليضمنوا حقيقة موته. أمّا الآن، فاجتماعهم بهدف مواجهة خبر القيامة. ويرتكز تأكّدهم من امكانيّة إرضاء الحاكم على خبراتهم السابقة معه. أما المال، بالنسبة لهم، فهو وسيلة لتحقيق رغباتهم ولشراء الضمائر: لم يهمّهم يهوذا ولن يهتمّوا بالجنود. كان متّى ينهي كتابة إنجيله حوالي سنة 80 م. فذِكْرُ "إلى اليوم" دليلٌ على العلاقة المتوّترة بين المجمع والكنيسة. كان هذا الصراع بين أخوة تحت سقف واحد هو الدين اليهودي. إدّعت كلّ جماعة أنّها هي التي فهمت التوراة أفضل من الأخرى. لكنّ طرد المسيحيين من المجمع في نهاية القرن الأول حتّم الإنفصال النهائي بين الجماعتَين.

تأمل في النص

كان رؤساء اليهود يريدون، بأيّ ثمنٍ كان، إيقاف عمل يسوع "التضليلي" للشعب (حسب رأيهم). لم يتمكّنوا من الدخول في منطق التوبة وقبول فكرة انّهم أخطأوا، بل أصرّوا على موقفهم المعادي للحقيقة. وكما اضطهدوا يسوع اضطهدوا تلاميذه. وكما حاولوا تقويض تدبير يسوع الخلاصي، هكذا سيفعلون مع الكنيسة في القرن الأول. على المؤمن اليوم أن يختار: إمّا طريق التعنّت في الشرّ والخطيئة وإمّا اختبار الخلاص من خلال غفران يسوع القائم. فالعبرة لمَن يمشي في الحق.

الفكرة الرئيسة

بالقوّة والحقيقة حاول الرؤساء إيقاف التضليل، لكنّهم بعد القيامة، حاولوا إيقاف الحقيقة بالتضليل.

صلاة

ساعدني يا رب كي لا أكون متشبّصًا بأفكاري وآرائي؛ إجعلني أنجذب إلى الحقيقة الساطعة التي تدعوني لعيش المحبّة والسلام. أرشدني بحكمتك فلا أفضّل أساليب العالم على طرقك، آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم