(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

انتهت مجادلات يسوع ومعلمي الشريعة إلى نهاية غير سعيدة. هم صمموا ألا يُغيروا في مفهومهم للشريعة، وألا يتغيروا في عيشهم واستغلالهم الشريعة من أجل مصالحهم وتمتعهم بالسلطة؛ وفشلوا في الإيقاع بيسوع على الرغم من كل الفخاخ التي نصبوها له في اسئلتهم. ولا هو، أي يسوع، تراجع عن رسالته التي قبلها من الله قيد أنملة. ووصل الأمر إلى المواجهة الكبرى: اجتمعت الجماعات اليهودية كلها، الفريسيون والصديقيون والكهنة ومعلمو الشريعة على قرار التخلص من يسوع باغتياله أو بتدبير موته بخبث قانوني. وعلم يسوع بهذا الأمر، وقرر أن يخوض المواجهة حتى النهاية. لكن قبل النهاية، سيفضحهم أمام تلاميذه، وسيحذرهم علنًا منهم، فكان هذا الخطاب الناري الذي اطلقه يسوع. اتهمهم يسوع بأنهم "يَقولونَ ولا يَفعلونَ": تعليمهم في مكان، وطريقة عيشهم في مكان آخر؛ هم يحملون الناس احمالًا ثقيلة، وهم لا يتقيدون بها؛ هم يعملون أعمالهم ويقصدون في لباسهم لفت نظر الناس إليهم؛ يطمحون لمقاعد الشرف في المناسبات؛ تحيات الناس لهم في الأماكن العامة تدغدغ مشاعرهم؛ يتكبرون، ينتفخون، يتمخترون، إلخ. وأخيرًا ينطق عليهم بثمانية ويلات واصفًا إياهم بأشنع الصور.

تأمل في النص

إذا كان التدين الظاهري دون العمل بالمبادئ الإخلاقية وبالقيم السامية التي يعلمها الدين أمرًا مكروهًا، فما بال استغلال الدين لقضايا تفرضها الأنا على الناس من قِبَل بعض قادة الدين ضعيفي النفوس. الاستغلال الديني الذي نعاني منه، ليس سببه جهلًا بالدين بل استهتارًا بالدين وبقيمه. 

كم هو بطولي موقف يسوع الرافض لهذا السلوك الدنيء. لقد آثر الموت بأبشع الطرق على المساومة على الإنسان مع مستغلين للدين. لم يرفض يسوع الاشتراك في استغلال الإنسان باسم الدين فقط، ولا عدم التهاون معه فقط، بل ذهب إلى فضحه على حساب حياته. لأن هذا جزء لا يُجزأ من رسالته. يا لها من شفافية رائعة وإخلاص سام تمتع بهما يسوع.

الفكرة الرئيسة

استغلال الانسان باسم الدين أمر مكروه وعلى كل مخلص أن يحذو حذو يسوع ويحاربه.

صلاة

أعطني إلهي شيئا من أخلاص يسوع وشفافيته وعطائه من أجل احبائه.

خذ قرارًا لهذا اليوم