(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

عندنا هنا في تك 1– 2  قصة الخلق بصيغتين أدبيتين مختلفتين. والصيغتان متأثرتان، دون شك، بقصص الخلق المعروفة في حضارات الشرق الأدنى القديم. لم يكن كُتَّاب القصة بصيغتَيْها عُلماء فيزيا ولم يكتبوا تقريرًا علميًا عن الخلق. بل تأملوا عميقًا بسر الكون ووجدوا بإلهام إلهي أن أصله في الله، فأخرجوا ما نقرأ نحن اليوم بهدف إظهار عظمة الخالق وحكمته ومحبته.

خلق الله الإنسان على صورته ومثاله. ذكرًا وأنثى خلقهم، لذلك، فالرجل والمرأة متساويان بالأصل وبالصورة الإلهية. أمرهما الله أن يتحدا (بالزواج المقدس) ويثمرا ويملآ الأرض بشرًا على صورة الله؛ وهذا نوع من "الخلق" يقوم به الإنسان على مثال الله.الإنسان (المرأة والرجل)، كتاج خليقة الله، يتمتع بسلطة إدارة الخليقة؛ لا ليستغلها، بل ليخدمها. يتحد الرجل بالمرأة ليكونا عائلة ويخدمانها على مثال الله.

تأمل في النص

الخلق تعبير للمحبة الإلهية، فالله أخرج الكون من العدمية وأعطاه الحياة؛ خلصه من الفوضى الأولانية ومنحه دينامية ذات معنى؛ بدد ظلامه بنوره الُمشِع. إن خَلْقَ البشر دعوة إلهية لهم لبناء عائلات ومشاركة الله في "خلق" بشر على صورة الله.

هي دعوة لخدمة الخليقة كي تحافظ على فردوسيتها وعطائها لتُشبع الجياع وتروي العطاش. إن عطاء الطبيعة ما تحتاجه المخلوقات لهو تعبير عن صلاح الله وجوده ومحبته لكل بني البشر. إن يسوع المسيح هو واسطة الخليقة ومبدُأها وغرضها (كولوسي 1: 15 ). فيه تتحقق أهداف الخالق، وهو من يقود الخليقة لتحقيق القصد الإلهي.

الفكرة الرئيسة

الله خلقني ودعاني لأشاركه الخلق، لأخدم خليقته، لأنشر محبته، ولأكون علامة حضوره.

صلاة

ساعدني يا الله لأعي في العمق بأنك أنت خالقي، خلقتني على صورتك ومثالك، أرسلتني لأعتني بخليقتك، ولأشارك الآخرين بمحبتك. أعطني الشجاعة لأحول هذه المعرفة إلى عمل.

خذ قرارًا لهذا اليوم