(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample
شرح النص
يستكمل الكاتب الُملْهَم هنا مقارنته بين إنسان المجتمع الزراعي (قايين) وإنسان المجتمع الرعائي (هابيل). من اختلاف وضعهما الاجتماعي، يذهب الكاتب الُملْهَم إلى اختلاف عبادتهما: فالمزارع يقدم في عبادته من "ثمر الأرض"، والراعي يقدم من "أبكار غنمه ومن سمانها " ." فنظر الله برضى إلى هابيل وتقدمته، أما إلى قايين وتقدمته فما نظر برضى "! لماذا؟ يكتفي العهد الجديد بالقول: "بالإيمان قدم هابيل لله ذبيحة أفضل من ذبيحة قايين" (عب 11 : 4). نعتقد أن الكاتب الُملْهَم يعكس هنا الفكر الديني السائد آنذاك: تقدمة الذبيحة الحيوانية التي يقدمها الراعي أفضل من تقدمة ثمر الأرض التي يقدمها المزارع. والبكر دائمًا لله، هكذا فعل هابيل. بان الغضب على قايين، وها الله يطلعه على سبب رفض تقدمته، فهو بتقدمته من ثمر الأرض، لم يحسن عملًا. وإذا أراد أن يحسن عملًا فعليه أن يقدم ذبيحة عن الخطية، وها هي تنتظره بالباب، وهي معدة لهذا العمل، وهو بإمكانه أن ينال منها لأنه يسود عليها بحسب قانون الخليقة (تك 1: 28 ). لكن قايين، بدل أن "يسود" على الذبيحة ويقدمها إلى الله تكفيرًا عن خطاياه، أراد أن يسود على أخيه حسدًا منه، فقام عليه وقتله.
تأمل في النص
نعود إلى تقييم العهد الجديد للتقدمتين، حيث يقول: "بالإيمان قدم هابيل... " الذي يشكل الفرق كله في ما إذا كانت التقدمة مقبولة أو مرفوضة هو "الإيمان ". قايين وهابيل قدما مما عندهما، ولكن هابيل قدم بإيمان، ما يجعلنا نقول إن قايين قدم بدون إيمان. الله يرضى بتقديم حيواتنا له أكثر مما يرضى بتقديم عمل أيدينا: "ثمر الأرض"، عطايا مادية. كتب بولس لأهل كورنثوس: "فأنا أريدكم أنتم لا مالكم" ( 2 كور 12 : 14). الله يريدنا نحن قبل عطايانا، فإننا عندما نعطيه نفوسنا يصبح لعطايانا معنى. هذا هو "الإيمان" الذي يصاحب التقدمة، كما هو في عب 11 : 4. من جهة أخرى، يقول الكتاب المقدس عن الذبائح التي يقبلها الله: "ذبيحتي لك يا الله روح منكسرة، والقلب المنكسر المنسحق لا تحتقره " (مز 51 : 19). إن كل ما نقدم لله بتواضع وإيمان هو مقبول عنده. نستطيع أن نرى، رمزًيا، المسيح في ذبيحة هابيل، فهو قدم حياته ليُعيدنا إلى الحياة. وعندما ندرك أننا على خطأ، ليس الحل بالتمادي في الخطأ كما فعل قايين، بل في التراجع عن الخطأ وهذا ما يسمى التوبة.
الفكرة الرئيسة
عليَّ أن أقدم لله ذاتي قبل تقدماتي. وعندما أكتشف أني على خطأ التوبة هي الدواء.
صلاة
اللهم أقدم لك ذاتي قبل تقدماتي فاقبلني واقبل توبتي.
خذ قرارًا لهذا اليوم
Scripture
About this Plan
"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More