(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

لم يُعطِنا النص اسم امرأة قايين. لكن يبدو أنه كان يوجد مجتمع بشري عاش قايين فيه. ترد هذه اللائحة لنسب قايين ثانية، مع بعض التغيير، في تك 5: 12 – 18 . يبرز الكاتب الُملْهَم قايين ونسله كمؤسسي مجتمع حضري مارس الزواج (مع تعدد الزوجات) وتأسست العائلة، وبنى المدن، ومارس الزراعة، ودجن الحيوانات وصنع الآلات الموسيقية وطوّع المعادن. يعكس النص المجتمع القبلي الحضري في العصر الحديدي (الألف الأول ق.م.). تُعبّر قصيدة لامك لامرأتيه روح الحضارة البشرية المناقضة لروح الحضارة الإلهية، وسماتها التكبر والأنانية والثأر من دون حدود لأنه ثأر يعبّر عن تأليه الإنسان لنفسه: فتعدد الزوجات يظهر نهم الإنسان إلى اللذة المبنية على الشهوة وحب الامتلاك، ومجرد الجرح والضرب يرد عليهما بالقتل؛ و "لقايينَ يُنتَقَمُ سَبْعَةَ أضعافٍ وأمَّا للامِكَ فَسَبْعَةً وسبعينَ ": قمة التكبر وتأليه الذات.

تأمل في النص

قايين ونسله يمثلون الحضارة النقيض للحضارة الإلهية. هي حضارة مبنية على إمكانات الإنسان وإنجازاته التي تخوله، كما يعتقد، أن يعيش متكلًا على ذاته، مكتفيًا بذاته دون الحاجة إلى "إله" لأنه سيكون حينئذٍ هو الإله. هي تجربة الإنسان الأول تتكرر. الحضارة التي يبنيها الإنسان ليبرهن أنه يستطيع أن يعيش من دون إله إنما تنبع من تكبره وأنانيته وتمحوره حول ذاته، أما الحضارة التي يبنيها الإنسان معترفًا بفضل الله الذي منحه العقل وقوة الاستنباط والإبداع هي الحضارة التي تؤسس لملكوت الله على الأرض. الإنسان من دون الله أشر من الحيوان، فالحيوان يقتل بفعل الجوع وحب البقاء، أما الإنسان الأناني المؤله ذاته يقتل لأنه يحسد، ويشتهي ملك غيره، ويريد الأرض وموجوداتها له وحده لأنه هو وحده الجدير بالوجود. يتجسد هذا الشر في الكتاب المقدس باسم "الشيطان ". وقد تجسد ابن الله لينقض أعمال الشيطان في الإنسان ويحوله بروح الله من إنسان شيطان إلى إنسان إنسان، على صورة الله.

الفكرة الرئيسة

حضارة بشرية بدون الله تقود إلى الموت، وحضارة بشرية برعاية الله تؤسس لملكوت الله.

صلاة

إلهي! أحتاج إليك ولإلهام روحك الخلاق لأبني بحضورك وإرشادك ملكوتك السماوي.

خذ قرارًا لهذا اليوم