(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

خلق الله آدم وحواء، فتناسلا وجاء قايين وهابيل. وها أن هابيل مات، وقايين فرز نفسه عن الخليقة الآدمية التي خلقها الله متحولًا إلى إنسان بري، وحشي، بهيمي. وهكذا أضحى آدم من دون نسل. لا حاجة أن يخلق الله من جديد نسلًا جديدًا، فآدم وحواء يستطيعان أن يقوما بهذا العمل بوكالة من الله. باستخدامهما القانون الطبيعي الذي أوجده الله للتكاثر البشري أنجب آدم وحواء ابنًا أسمياه شيثَا، ومعناه "العوض" أو "البديل" لأنه سيكون رأسًا لنسل عوض النسل الذي انتهى. لذلك، في فصل 5 حيث نسل آدم، لا ذكر لقايين وهابيل، بل يبدأ نسله بشيث. شيث ولد أنوش، ومعناه "إنسان"، فبينما نسل قايين استمر على الأرض لكن لا يمثل النسل البشري المخلوق على صورة الله، أضحى شيث هو الممثل الشرعي لهذا النسل الذي شرع "يدعو باسم الرب"، أي يعبد الله.

تأمل في النص

حيث "ينقطع" النسل البشري المخلوق على صورة الله بسبب ارتمائه في حضن الشر والشرب منه حتى الثمالة، يتدخل الله ليُقيم نسلًا جديدًا لكن من غير أن يخلق من جديد، لأنه كان قد أعطى آدم وحواء هذا الامتياز، فهما من أقاما "النسل البديل" مستخدمين القانون الطبيعي الذي خلقه الله. الدرس الأول الذي نتعلمه من النص هو أن الله لا يترك نفسه بلا شاهد )أع 17:14 ) فهو يتدبر أمره وعنده حلول جاهزة لكي يستمر، على الأرض، النسل الذي يعكس صورته ويؤمن حضوره. والدرس الثاني هو أن الله يشرك الإنسان في هذه الحلول، فقد استخدم آدم وحواء للإنجاب "النسل البديل " الذي معه "بدََأ النَّاسُ يدعونَ با سمِ الرّبِّ ". فقد كان لشيث دورين: الأول هو أنه أمّن استمرارية النسل التقي وتاريخ الخلاص. 

والدور الثاني هو أنه كان وسيلة لنشر عبادة الله، الإله الحقيقي الوحيد في الكون. 

الفكرة الرئيسة

يضع الله ثقته بإنسان ليكون وسيلة لنشر رسالته ونقل تاريخ الخلاص إلى مرحلة أخرى. وقد يفشل هذا الإنسان. فإن خطة الله لا تقف، لأنها لا تعتمد على إنسان بل على قوة الله نفسه. فسرعان ما يختار الله وسيلة ثانية تؤمن استمرارية تاريخ الخلاص.

صلاة

إلهي! أحتاج إليك ولإلهام روحك الخلاق لأبني بحضورك وإرشادك ملكوتك السماوي

خذ قرارًا لهذا اليوم