(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

يصور الكاتب الُملْهَم المجتمع البشري القديم وهو مقسوم إلى قسمين: أكثرية ساحقة شريرة، وأقلية صغيرة صالحة – نوح الذي نال رضى الرب مقابل الآخرين كلهم. يتكون الشر أولًا في الفكر، ثم ينتقل إلى الإرادة، وأخيرًا يتجسد أعمالًا شريرة. "ندم الرب"، كلام بشري، الله لا يتغيّر ولا يغيّر رأيه في أي أمر كان. إنها محاولة الكاتب الُملْهَم أن يعرف الأسباب الكامنة وراء الكوارث الطبيعية التي تتسبب بموت أعداد كبيرة من الناس: الله الذي ندم على خلقه إياهم، قرر إبادتهم. "رضى" في العبري "ح ن" وهي نعمة، رحمة، شفقة. في الجملة لعب على الكلام بين "نوح" و "حِين". مريح الأرض نال رضى الرب.

تأمل في النص

صحيح أن عدد الأشرار أكبر من عدد الأبرار، غير أن تأثير الأبرار بقوة روح الله أقوى بكثير من تأثير الأشرار. الإنسان المؤمن يصدر عنه الشر لأنه يضعف أمام التجربة ويسقط، لكنه يتوب ويقوم. أما الإنسان البعيد عن الله، فإنه يخطط لصنع الشر، فيكونه في فكره، ثم يحمله إلى إرادته، وأخيرًا يتحول إلى عمل. ويستغرق هذا أحيانًا وقتًا طويلًا لا ينصاع فيه هذا الإنسان لصوت الله يأتيه بواسطة الضمير أو بأية وسيلة أخرى. لذلك، فعندما يفرغ الإنسان من حضور الله في حياته، أو يبتعد عن تأثير روحه القدوس، يتحول هذا الأنسان إلى أداة واعية لصنع الشر، ويصبح شره أشر من الحيوان المفترس. على الرغم من ابتعاد الانسان عن الله وصيرورته أداة للشر، لا يتوقف الله عن متابعة هذا الإنسان وحثه على التوبة والرجوع إليه (2تي 2: 13). فالله لا يندم على خلقه الإنسان، ولا يقرر أن يمحوه عن وجه الأرض على ما يقول ظاهر النص. خلق الله الإنسان بفيض محبته، وتعهده ليوصله إلى حياة الاتحاد به، ولا يتوقف الله عن هذا المشروع. الإنسان هو من يبتعد عن الله، وعن روحه، فيدمر ذاته ويعود إلى العدمية. لكنه مخلوق على صورة الله،  الصورة تبحث دائمًا عن بارئها ولا يرتاح الإنسان إلَّا في الله.

الفكرة الرئيسة

شر الإنسان يدمره، أما بطلبه الرب وبسلوكه بحسب وصية المحبة، يحصل الإنسان على رضى الله. "المريح" ينال "رحمة " وحناًنا.

صلاة

إلهي أرسل روحك إلى حياتي، فروحك الخالق يخلقني من جديد.

خذ قرارًا لهذا اليوم