(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

السفينة التي طلب الله من نوح أن يصنعها هي أشبه ببناء كبير مكون من ثلاث طبقات: سفلي وأرضي وعلوي، ومصنوعة من خشب "جوفر" (لا وجود لهذه الكلمة في الكتاب المقدس غير هنا)، ومطلية ب "كوفير" (غطاء) لمنع تسرب الماء إليها. المقاييس التقريبية للسفينة: طول: 160 م؛ عرض: 27 م؛ ارتفاع: 16 م. وهي مقاييس مضخمة لتناسب المعنى اللاهوتي الذي ترمز له. للسفينة شباك في السقف يطل على السماء، وباب في أحد جوانبها. تشبه السفينة الكون كما تصوره القدماء وكما خلقه الله في تك 1: الأرض أسطوانة مسطحة تعوم على المياه، لها قسم سفلي في الماء، هو الهاوية، وقسم علوي هو قبة السماء التي تتكئ على الجبال العالية، وهو مركز سكن الله. الشباك الذي يطل على السماء يشير إلى أن باب السماء مفتوح دائمًا للإنسان الذي يداهمه الخطر، ومن هناك يأتي النور. والباب الجانبي هو انفتاح سكان السفينة على سكان الأرض. لكن هذا الباب يوصد عند بدء هطول أمطار الطوفان، فينفصل "الأبرار" عن الأرض الساقطة تحت الدينونة، ويبقون متصلين بالسماء من خلال الشباك المفتوح.

تأمل في النص

الأرض الخارجة من الماء (تك 1: 9– 10 )، تعود لتُغمر بالماء. هي خطوة معاكسة لعمل الخلق سببها شر الإنسان الخارج على الله. لله أهداف جليلة في خلقه العالم، وكل شر يقترفه إنسان هو تصرف مناقض للخلق الإلهي. الله يطلب منا أن نسلك بانسجام مع الخلق، ويتم ذلك عندما نسلك بحسب الأخلاق والقيم الإلهية التي هي ملخص تعليم يسوع المسيح. ولئلا تعود الخليقة إلى العدم، أبقى الله بقية من الخليقة لتعاود مسيرة الخلق وتتمم مشيئة الله الصالحة التي ستستأنف بنهاية الطوفان. يقول كاتب المزمور المشتاق للتواجد في محضر الله: "هُناكَ يُظلِّلُني يومَ السُّوءِ؛ وَيسترُني بستْرِ مَسكِنِه؛ وعلى صخرةٍ يرفعُني. " (مز 27 : 5). عندما يداهم المؤمنَ "طوفانُ " الشر يكون الله هو الحمى والملجأ الحصين. رأى الرسول بطرس أن السفينة ترمز إلى المعمودية ( 1بط 3: 21 ) التي هي ليست مجرد اغتسال مادي، بل عهد صادق النية مع الله بقيامة يسوع المسيح. عندما نمر بالأخطار نعود إلى عهدنا مع الله الذي قطعناه بالمعمودية، فنعود إلى الله، وهناك خير حماية لنا. وعلى الرغم من اجتيازنا "طوفانًا "، سلام الله وطمأنينته يملآن قلوبنا.

الفكرة الرئيسة

الطوفان شر، هو خطوة معاكسة للخلق وعلى نقيض منه، هو عودة إلى العدمية وحالة الخراب. كل شر يعمله الإنسان هو خطوة معاكسة لهدف الله في الخلق. وفي "الطوفان ،" ندخل "سفينة النجاة" لنكون في حمى الرب.

صلاة

إلهي! ساعدني لكي أسلك بحسب أخلاقيتك وقِيَمِك، فأنسجم مع عمل الخلق الإلهي المستمر حتى يحقق هدفك الصالح للإنسان.

 خذ قرارًا لهذا اليوم