(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

التكرار في القصة سببه دمج التقاليد بعضها ببعض. استمر هطول المطر مدة أربعين يومًا، أي مدة طويلة، فغمرت المياه الأودية والتلال وغطت الجبال وارتفعت خمس عشرة ذراعًا فوق أعلى القمم، حتى لا يتمكن أحد خارج السفينة من النجاة مهما كان طويلًا. وعامت السفينة، بمن وبما فيها، على وجه المياه وصارت تسير، بينما هلك كل ما ومن فيه حياة على وجه الأرض (البشر والحيوانات. لا ذكر لموت النبات)، ويسند الكاتب الُملْهَم ما حدث إلى الله كعِلّة كل ما يحدث على الأرض: "ومحا الله... " بقيت المياه على الأرض مئة وخمسين يومًا، والسفينة عائمة على المياه وتنتقل من مكان إلى آخر. يقرأ النص بالمنظور اللاهوتي: المياه شر عظيم، والشر علا فوق الجبال العالية، مركز سكن الآلهة الوثنية، لكن سفينة الخلاص أعلى، ولم يستطع شر المياه ولا الجبال العالية أن يتحكم فيها لأن قرارها بيد الله وحده.

تأمل في النص

يرسم لنا النص صورة مروعة عن تعاظم الشر، وانتشار الموت والهلاك والخراب. هذا ما جنته حضارة الإنسان بدون الله، ها إن الإنسان أوصل نفسه إلى الموت والهلاك والخراب. الإنسان بدون الله يخرب ما خلقه الله وبناه الإنسان والله. وعلى سطح هذا الخراب، وفي قلب هذا الشر، هناك يد الله تمسك بسفينة النجاة وفيها أناس يعيشون سعادة الملكوت السماوي. لن تقوى الشرور عليها، وستنتصر الحياة على الموت، والبناء على الخراب، والخلاص على الهلاك لأن الله نفسه هو متعهد هذه السفينة ليقودها إلى مستقر أمين. إن رحمة الله ومحبته تعلو فوق كل الشرور والأخطار وتتجاوزها. كان نوح وعائلته، خلال هذه الفترة لا يرى إلَّا السماء من خلال النافذة في سقف السفينة. العلاقة مع السماء تجعلنا لا نأبه للشرور الحادثة حولنا. خارج السفينة هلاك وخراب، أمَّا داخلها فحب وسلام وعبادة.

الفكرة الرئيسة

الحضارة التي يبنيها الإنسان من دون الله، تقضي على الإنسان، ورحمة الله ومحبته تعلو فوق كل الشرور وتتجاوزها لأن الرحمة تتفوق على العدل عند الله في تعامله مع الإنسان.

صلاة

إلهي، عندما تهب العواصف من حولي، وينتشر الموت والخراب، ساعدني حتى أركز النظر في السماء وأبقى في شركة معك، فلا آبه للشرور ولا أخافها.

 خذ قرارًا لهذا اليوم