(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample
شرح النص
بعد أربعين يومًا (وقت طويل) من انحسار المياه وظهور رؤوس الجبال، أرسل نوح الغراب، عبر النافذة في سقف السفينة، ليرى هل يجد له موطئ قدم على شجرة أو على اليابسة، فيحصل على معلومات حول الوضع بعد انحسار المياه. خرج الغراب مترددًا، إذ لم يجد موطئ قدم، فصار يروح ويجيء، لكنه أخيرًا، وعندما جفت المياه عن الأرض، راح ولم يعد، لعله التهى بأكل الجيف العائمة على وجه المياه. في ملحمة جلجامش، عندما رست السفينة على إحدى الصخور، أرسل أونابشتيم بالتتابع، السنونو، ثم الحمامة، وأخيرًا الغراب؛ الطيران الأولان عادا، أما الغراب فلم يعد. الغراب معروف بلونه الأسود الداكن، رمز شؤم في العالم القديم، ومن الحيوانات غير الطاهرة. لهذا رمزية لاهوتية تدل على أن النجاسة ذهبت لتتلاقى مع الجيف المعتبرة أيضًا نجاسة. بعد ذلك أرسل نوح الحمامة، حيوان طاهر، لا تلتصق بالنجاسة. فلما لم تجد موطئ قدم على شجرة أو على اليابسة، عادت إلى نوح. بعد سبعة أيام، أرسلها نوح ثانية، فعادت وفي فمها غصن زيتون. الزيتونة شجرة مقدسة في العالم القديم. هي تعطي الزيت الذي كان يستعمل في مسح الملوك والكهنة. أنتظر سبعة أيام أخرى، ثم أرسلها للمرة الثالثة، فلم تعد. علم نوح حينئذٍ أن المياه انحسرت وظهرت اليابسة. أراد الكاتب الُملْهَم أن يبرز الفرق الكبير بين الغراب والحمامة، بين اهتمامات الأول، واهتمامات الثانية.
تأمل في النص
أصبح كل من "غراب نوح" و "حمامة نوح" مضرب مثل: الأول دليل شؤم ونجاسة، والثانية دليل بشارة حلوة وطهارة. الغراب والحمامة مثالان لصنفين من البشر. صنف الأشرار الذين "يحطون" على الشر أينما وجدوه. وصنف الأتقياء الذين لا يحطون أبدًا إلَّا على الأماكن النقية. يعرض كاتب المزمور الأول هذه المقارنة فيطوّب تقيًا لا يستجلس في مجالس الشر، بل يجد لذته في شريعة الله. وعلى النقيض منه، شرير لا يستلذ إلَّا بالشر. نتيجة لذلك، يصير التقي مثل شجرة خضراء غناء، والشرير كالتبن الذي يذهب مع الريح. جدير بكل إنسان أن يسأل نفسه أين يجد لذته، وعلى الجواب يتحتم المصير. لكل تصرف شكل ومضمون، ولكل عمل نتيجة، ونحن من نحدد النتيجة.
الفكرة الرئيسة
بعض الناس كالغربان، ينعقون وينهشون ويتلذذون بالموت. بعضهم الآخر كالحمام، يحافظون على نقائهم ويحملون الأخبار السارة.
صلاة
إلهي، ساعدني، بروحك فيّ، أن أكون كالحمامة، مثال البساطة والطيبة والنقاء، أتواجد دائمًا في الأجواء الطاهرة، وأحمل للناس أخبارًا طيبة.
خذ قرارًا لهذا اليوم
Scripture
About this Plan
"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More