(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

يستخدم الكاتب الُملْهَم، في كلامه عن الله مفردات لغوية من قاموس البشر، فيرى أن الله "يندم"، و "يتذكر". إن الله لا يُخطئ حتى يندم، ولا ينسى حتى يتذكر، لهذا مجرد كلام بشري. وقصد الكاتب الُملْهَم أن يقول، بهذا الكلام، إن الله ملتزم بالعهد الذي قطعه مع نوح ومع الخليقة (تك 6: 18). لقد تعهد الله نوحًا للمحافظة له على حياته وجعله رأسًا لبشرية جديدة بعد الطوفان، وها هو يبدأ بتنفيذ العهد. يتكلم الكاتب الُملْهَم عن توقف الأمطار بعبارات مأخوذة من نظرة العهد القديم إلى الكون، فالمطر يتوقف عندما "تنسد" ينابيع الغمر ونوافذ السماء؛ وتتناقص المياه عندما تدفعها الريح التي يرسلها الله. في الشهر السابع (السنة الزراعية؛ نيسان/أبريل)، تتوقف الأمطار؛ وفي الشهر العاشر (تموز/يوليو) تنحسر السيول الناتجة من ذوبان الثلوج فوق الجبال فتظهر قمم الجبال. من الطبيعي أن تستقر السفينة على أعلى الجبال في المنطقة: جبل اراراط. دخل نوح السفينة في اليوم 17 من الشهر الثاني، واستقرت السفينة في اليوم 17 من الشهر السابع، خمسة أشهر تساوي مئة وخمسين يومًا. الشهر السابع هو شهر أبيب الذي أصبح الشهر الأول (خر 12 : 2)، في هذا الشهر خرج بنو إسرائيل من مصر (خر 13 : 4)، وفي هذا الشهر يحتفل بالفصح، إنه شهر التحرر من العبودية.

تأمل في النص

الله لم ينسَ نوحًا حتى يعود ويتذكره، ولم يهمل عهده معه حتى يعود ليحققه. فالسفينة العائمة على وجه المياه، ونظنها تسير بشكل عشوائي، يقودها الله على مستقر ولو في أعلى الجبال. الله الذي تعهد قيادة حياتنا لن ينسانا وسيوصلنا إلى المقر الأمين. كتب النبي إشعيا مخاطبًا شعبه في المنفى: "أَتنسى المرأةُ رَضيعَها فلا تَرحَمَ ثمرَةَ بَطنِها؟ لكنْ ولو أنَّها نَسيَت، فأنا لا أنساكِ يا أورُشليمُ. ها على كفَّيَّ رَسَمتُكِ" (49 : 15 – 16). لقد تعهد الله أولاده وهو يعمل على تحقيق العهد. وقال بولس الرسول في السياق نفسه: "فأنا واِثقٌ بِأنّ الذي بدََأ فيكُم عمَلًا صاِلحًا سيَسيرُ في إتمامِهِ إلى يومِ الَمسيحِ يسوعَ." (في 1: 6). صحيح أنه يأتي يوم، تهبّ فيه العاصفة علينا، فندخل سفينة الله، ونبقى في حماه، ونكون محفوظين في العاصفة. وسيأتي يوم، تهدأ فيه العاصفة، ونخرج... ونبقى في حمى الله، وحكمته تقودنا بدافع من صلاحه ومحبته.

الفكرة الرئيسة

إن الله الذي تعهد حياة أولاده، يبقى أمينًا لعهده، وهو، من خلال أحداث الحياة، يقود سفينة حياتهم إلى مستقر أمين حتى ولو بعد عناء شديد مع الشرور الموجودة في العالم.

صلاة

أعرف يا إلهي بأنك تبقى أمينًا لعهد خلاصك معي، فلا تتركني أبدًا. ساعدني حتى، وإن قست عليّ ظروف الحياة، أبقى مفعمًا بالرجاء.

خذ قرارًا لهذا اليوم