(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

يُبرز الكاتب الُملْهَم هنا نوحًا على مثال آدم عندما خلقه الله، ذكرًا وأنثى خلقهما. وباركهما للتكاثر وملء الأرض. وأعطى الله الإنسان سلطة على جميع المخلوقات الحيوانية والنباتية ليأكل منها وليهتم باستمراريتها على الأرض. الجديد هنا هو أن الله يسمح للإنسان بأن يأكل لحم الحيوان بعد تصفيته من الدم، "لأنَّ حياةَ كُلِّ حَيٍّ في دَم ه" (أنظر لا 17 : 11 ، 14 ). الحياة مقدسة، الله هو مصدرها، فلا يجوز لإنسان أو حيوان أن يأكلها أو أن يأخذها؛ الله وحده يتصرف بها. وأي اعتداء على حياة الإنسان هو اعتداء على الله نفسه لأن الإنسان على صورة الله. يقوم نظام الحياة الجديد على السماح للإنسان بأكل لحم الحيوان، مع المحافظة على الحياة البشرية، ووضع رادع لانتهاكها.

تأمل في النص

يثير النص موضوعين في غاية الأهمية: تسلط الإنسان على خليقة الله، وقدسية الحياة. لقد سلط الله الإنسان على الخليقة، ليس ليستثمرها ويجني من مواردها الطبيعية أرباحًا طائلة يعزز بها أنانيته وتسلطه على شعوب الأرض؛ إنما لكي يعتني بها، فيأكل منها، ويؤمن استمراريتها، ويجعلها تحقق الهدف من الخلق. نرى اليوم قلة من شعوب الأرض الأغنياء يتسلطون على خيرات الأرض ومواردها، فيسلبون الأكثرية حقهم في هذه الخيرات. والتبشير المسيحي اليوم يجب أن يركز على أهمية إدارة الخليقة بانسجام مع القوانين الطبيعية التي خلقها الله. الموضوع الثاني، قدسية الحياة، وخاصة البشرية، هو موضوع الساعة. نرى انتهاك الحياة في كل مكان. فالله نفسه أخضع الحياة لقوانين طبيعية منذ بدء تكوّن الجنين وحتى لفظ الأنفاس الأخيرة. الكرازة بالإنجيل تتضمن تعزيز حق الحياة، والتحذير من انتهاك هذا الحق بأية صورة كانت. لكل كائن الحق بالحياة، والتمتع بعيش كريم. احترام الحياة الحيوانية والنباتية يدخل أيضًا في صلب هذا الموضوع. الرفق بالحيوان يدخل في صلب الواجب المسيحي القاضي بالاعتناء بالخليقة. حتى وإن شرّع الله قتل الحيوان للتغذي بلحمه، فتوجد أخلاقية معينة لممارسة هذه الشريعة.

الفكرة الرئيسة

لقد وكِّل الله الإنسان على الخليقة لكي يعتني بها ويحافظ على قدسية الحياة. إن استثمار موارد الأرض بأنانية وانتهاك حرمة الحياة البشرية خيانة لهذه الوكالة.

صلاة

اللهم أنر عقلي، وساعدني، لأعطيك الأولوية في كل شيء، ولأبدأ كل شيء معك.

خذ قرارًا لهذا اليوم