(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

كان هدف الكاتب الُملْهَم أن يصل إلى أبرام (إبراهيم) الذي وقع عليه اختيار الله ودعاه ليذهب إلى أرض كنعان. الحقيقة هي أن تارح، أبا إبراهيم، الذي كان يعيش في مدينة أور، هو من أخذ المبادرة وتوجّهَ وعائلته صوب كنعان. توقفت العائلة في حاران. هناك ملتقى القبائل بين بلاد الرافدين وسوريا. ومنها تمر الطريق من جنوب الرافدين إلى سوريا. التسمية "أور الكلدانيين" يدل على أن الكاتب الُملْهَم في العصر الكلداني (القرن السادس ق.م.) حين كان بنو إسرائيل في المنفى. قد يكون الكاتب الُملْهَم قد صوّر عودة الشعب من منفاه في بلاد الرافدين إلى أرضه بقصة إبراهيم الذي دعاه الله من هناك ليذهب إلى أرض كنعان. وقد لجأ الكاتب الُملْهَم إلى هذا التصوير بغية تأكيد هذه العودة للشعب: كما اختار الله إبراهيم وعائلته في بلاد الرافدين ليذهبوا إلى أرض كنعان، هكذا اختار الله بني إسرائيل المنفيين في بلاد الرافدين ودعاهم ليذهبوا )يعودوا( إلى أرضهم. أطاع تارح صوت الله وذهب نحو كنعان، ومر بحاران، ومات هناك. سيكمل ابنه إبراهيم الدعوة، وبقية العائلة ستبقى في حاران.

تأمل في النص

الزمن يسير إلى الأمام؛ والأجيال تتعاقب. والكاتب الُملْهَم يختار أجيالًا فيركز عليها، ويترك أجيالًا أخرى جانبًا. فهو يتتبع خطَّ تدخل الله في حياة البشر من أجل خلاصهم. هدف الكاتب الُملهَم تتبع طريق الخلاص. نرى الله لا يكفي عن أخذ المبادرات لخلاص البشر، مهما تكن خيانات الأفراد والمجموعات كبيرة وكثيرة. لقد تعهد أن يخلصنا وأن يجعلنا نتحد به في نهاية المطاف، وهذا ما يهدف من تدخله في التاريخ. خط الخلاص سيستمر في صفحات العهد القديم وصولًا إلى المسيح الذي سيختم عهدًا جديدًا بين الله الإنسان بسفك دمه الزكي على الصليب. إنه لأمر رائع يبعث السلام في القلوب مهما كبرت الصعاب.

الفكرة الرئيسة

الله تعهد خلاص البشر. اتباع البشر طريق الشر لا يُثنيه عن وعده ولا يُبْطل العهد، فالعهد من صنع الله ولا يزول ولا يعتمد على ضعف البشر بل على قوة الله.

صلاة

ربي وإلهي! اجعلني الوعاء الذي يستوعب نعمة الخلاص، والوسيلة التي توزع هذه النعمة على البشر.

خذ قرارًا لهذا اليوم