(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

بعد ما علّم يسوع موقف المؤمن من الغنى والثروة (مر 10 : 17 – 27 ) يأخذ بطرس دور القائد بين الاثني عشر ويعترف أمام الرب يسوع أنّ التلاميذ تركوا كلَّ شيء لأنهم أطاعوا دعوة معلمهم كما نقرأ في مر 1 :18: "فتَرَكَا شِبَاكَهُمَا في الحال وَتَبِعَاهُ ."

إنه التصرف المنتظر من كل إنسان دعاه الرب للعمل التبشيريّ. لذلك يبدأ يسوع جوابه بالعبارة "الْحَق أَقُولُ لَكُمْ " (في اليونانية: amen lego hymin) التي تعطي لقوله ميزة الأقوال النبوية، بمعنى أنّه يعِدُ الرسل وعدًا إلهيًّا سيتحقق دون أي شكّ. من يريد أن يتبع يسوع يسعى أن يقترب منه وأن يبتعد عن هموم هذه الدنيا.

يلاحظ القارئ أن الإنسان بحاجة إلى أهله وعائلته من أجل سعادته على هذه الأرض، وفي الحياة الزراعية الحقول هي رمز للازدهار والاستقرار. أما المبشرون، فعيونهم شاخصة إلى الملكوت ولذلك لا يترددون في ترك البيت من أجل حمل الصليب والمشي وراء المخلص وملك الكل.

تأمل في النص

بالرغم من كل الشدائد، يفرح المبشّر في أعماله لأنّ يرجو بالوعود الأبدية. لذلك يختم يسوع كلامه بقول شامل يؤكد أن الرسول خادم للرب بكل معنى الكلمة ولا يبحث عن الصدارة ولا عن الرئاسة في الجماعة بل يستعد أن يخدم الجميع وأن يكون الأخير بينهم.

يؤيد المسيح على ضرورة المبشرين بترك كل شيء لأَجْلِه وَلأَجْلِ الِإنْجِيلِ. في مثل الزارع استعمل يسوع العبارة "مِئَةَ ضِعْفٍ" للإشارة إلى الأجر عند مجيء الملكوت (مر 4: 8). يعود يسوع يعِد رسله وتلاميذه بهذا الأجر نفسه في هذا النص الإنجيلي ويقول أنّ العمل من أجله ومن أجل الإنجيل يفرح قلب الإنسان مثلما تفرحه العائلة والبيت والأموال معًا. هذا هو المقصود ب "وََيأْخُذُ... الآنَ فِي هذَا الزَّمَانِ بيُوًتا وَِإخْوَةً وََأخَوَاتٍ وَُأمَّهَاتٍ وََأوْلَادًا وَحُقُولًا ."

الفكرة الرئيسة

من يعمل من أجل الإنجيل يترك هذا العالم ويعيش ببساطة الإنجيل وبفرحه.

صلاة

اجعلني يا رب خادمًا لكلمتك المحيية وشاهدًا لقيامتك بين أفراد عائلتي وفي مكان عملي وحيثما أذهب لأن منك تأتي الحياة الأبدية. آمين.

خذ قرارًا هذا اليوم