(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

يخبرنا هذا النص الإنجيلي أن هناك رجل أعمى كان قد سمع عن أخبار يسوع وأنه عرف بمروره في المدينة فصرخ معترفًا أنه "ابن داود ".

كان هذا اللقب معروفًا في الأوساط الدينية اليهودية آنذاك لا بمعنى البنوة الجسدية من الملك داود، بل بمعنى لاهوتي وتعبيرًا عن الرجاء بالمسيح المنتظر في اسرائيل القديم. كان بطرس قد اعترف بيسوع مسيحًا في مر 8: 29 وهو أول من قال ذلك عن الرب. كان للمسيا الآتي دور التحرير في آخر الأزمنة ودور إعطاء الغفران والرحمة لشعبه.

لا شك أنّ برتيماوس كان يهودًّيا وهو يطلب من الناصري أن يرحمه. ولكن التلاميذ اعتبروا أنّ الأعمى يزعج معلمهم كونه أتى لإتمام أمورًا أهمّ من شفاء شحاد مريض. أما برتيماوس يصر على طلبه لأنه مقتنع بأن الناصري المارّ من أريحا هو المسيح المنتظر لخلاص اسرائيل. إنه يرجو من كل قلبه أن ينال الرحمة الإلهية.

تأمل في النص

يجتاز يسوع وتلاميذه مدينة أريحا، وكان الأعمى يجلس في أحد مخارجها. يشدد مرقس على المرور السريع من المدينة لكي يدل على عزم يسوع بالوصول إلى أورشليم من أجل إتمام رسالته هناك.

بَارِْتيمَاوُسُ يعني "الابن الغالي" وهذا يعني أنّ كل إنسان هو غال بالنسبة إلى يسوع. يتأسف يسوع على أن أبناءه الغاليين أصبحوا مخذولين ومهمشين حتى أمسوا يشحدوا على طرقات المدينة. الرب أتى من أجلهم ومن أجل إرجاع كرامتهم وتعزيتهم.

نستطيع أن نستنتج أن الرب يعرف المؤمنين الأتقياء الذين يصارعون ضد كل العوائق من أجل الوصول إليه. كل من صارع من أجل اللقاء بيسوع سيراه وسينال رحمته ومحبته العظمى.

الفكرة الرئيسة

أتى يسوع إلى العالم من أجل خلاص الضعفاء والمهمشين.

صلاة

ارحم يا رب كل الذين يمتحنون بالمرض والجوع والحرب، سهّل طرقهم إليك وافتح لهم باب الرحمة والمحبة لأن منك يأتي نور الحياة. آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم