(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

ينقسم هذا المثل إلى خمسة أقسام أساسية: المقدمة )آ 1(، إرسال الخدام (آ 2– 5)، إرسال "الابن الحبيب" (آ 6– 8)، قرار المرسِل (آ 9– 11) وعداوة القادة اليهود (آ 12). ومن السياق السرديّ نستنتج وجود مجموعة من المستمعين مؤلفة من ثلاث فئات: القادة ( 11 : 27 )، الشعب ( 11 : 32 ) والتلاميذ ( 11 : 20 – 22 . 27 ). يتابع يسوع تعليمه في الهيكل، ويبدأ المثل بإشارة إلى إش 5: 2 كي يعرف المستمعون أنه يتكلم عن إسرائيل الذي هو الكرم، أما صاحب الكرم فهو الله الذي يعتني عناية فائقة بملكه (آ 1) من أجل تأمين إنتاج أوفر، والكرامون هم رؤساء إسرائيل. قديًما كان أصحاب الأراضي الزراعية القاطنين المدن يوكلون مهمة الاعتناء بالأرض للفلاحين مقابل مشاركتهم في الإنتاج. لذلك كانوا يرسلون خدّامهم لقبض حصتهم من الحصاد والقطاف.

مرّة تلو الأخرى في هذا المثل يزداد العصيان، من الضرب إلى القتل، هذا يذكّر بالمعاملة السيئة لخدام الله، أي الأنبياء، الذين أتوا باسم الرب ودعوا إلى التوبة إلا أنهم لم يجدوا سوى الإدانة من سلطات وقادة الشعب، حتى ابنه الوحيد لم يسلم منهم، إذ قتلوه هو أيضًا، لذلك هم يستحقون الهلاك.

تأمل في النص

في النص إشارات مباشرة إلى الرب يسوع الابن الوحيد الحبيب. عبارة "الابن الحبيب " (آ 6) ترتبط بقول الآب في مشهد معمودية يسوع في مر 1: 11 (راجع أيضًا 9: 7). ورمي الابن المقتول خارج الكرم يشير أولًا إلى الموت الذي كان يسوع مزمعًا أن يموَته. يعبّر المثل عن التاريخ الديني الطويل لإسرائيل القديم، الذي وقع تحت سيطرة قادة طموحين وكاذبين، قادهم كبريائهم ليتجرؤوا على قتل المسيح. لذلك، قرر الرب تسليم كرمه، أي شعبه، لقادة جدد، ووضع أسس جديدة لتكوين هذا الشعب (آ 9). كما ويستشهد يسوع مز 118 : 22 – 23 ليعرض رفض القادة للمسيا المنتظر حجر الزاوية للجماعة الجديدة، الذي يحفظ توازنها وبدونه تهبط ولا يبقى لها أثر.

الفكرة الرئيسة

الرب يهلك خدّامه الفاسدين ويقيم عوضًا عنهم آخرين أمينين له ولشعبه.

صلاة

يا رب هب لي أن أخدمك بأمانة وحرص، مؤسسًا حياتي على كلمتك، فلا أهلك، بل أنال حظوة في عينيك.

خذ قرارًا لهذا اليوم