(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

نحن هنا أمام حوار ما بين يسوع ورؤوساء الكهنة والمعلمين اليهود. يؤكد يسوع على سلطانه في التعليم والعمل ويقوم بعرض تتابع منطقي لكلامه. يتألف الحوار من عدة أقسام، بدايةً المقدمة وطرح السؤال (آ 27 – 28 )، ثمّ جواب يسوع (آ 29 – 30)، وتناقضات المعلمين اليهود في (آ 31 – 32) وأخيرًا الخلاصة في (آ 33 ). في المقدمة يظهر لنا أن قدرة يسوع على التعليم في الهيكل ليست كما في الأيام السابقة، حيث مخاصميه وسلطات الهيكل صاروا يجرّبونه ويحاولون إحراجه أمام الشعب بأسئلة عديدة. بالطبع يسوع برهن في أجوبته على سيطرته على الوضع وعبّر بشكل غير مباشر عن إرساله الإلهي. ليس هذا فحسب، بل كشف في عقر دار رؤساء الكهنة والكتبة رفضهم لعمل الله في آخر الأزمنة حين رفضوا بشارة يوحنا المعمدان المعارضة بنظرهم للديانة اليهودية الرسمية.

اشترط يسوع للاجابة على سؤال الكهنة والشيوخ بأن يعطوه جواًبا على سؤال منه، هذا جعله على الأقل على مستوى هؤلاء القادة الدينيين. يطلب منهم جواًبا حول ما إذا كان بشارة يوحنا المعمدان هي من الله أو باسمه الشخصي. في الواقع لا يعتبرون إرسال المعمدان ويسوع إرسالًا إلهيًا، لكن لا يجوز أن يصرّحوا بأن هذا الإرسال بشري لأن الشعب الواقف والمستمع لهم كان يعتقد عكس ذلك تمامًا وينظر إلى يوحنا كنبيّ مرسل من الله.

تأمل في النص

يسرد مرقس من هذا المقطع وحتى 12 : 44 تعليم يسوع أمام الفئات الثلاث الممثلة للسنهدريم، الذين كانوا المرجع الأعلى في الهيكل، من أجل بنيان الشعب المؤمن. وعلى اعتبار أنَّ يسوع لم يستلم منهم إذنًا في التعليم، عليه أن يبرر أفعاله، هذا كلّه من باب الشك بمرجعية يسوع الروحية والاستفسار عن سلطته. هم عبّروا في داخلهم عن الافتراضات اللاهوتية لكلا الجوابين، لكنهم في النهاية امتنعوا عن الجواب، وبدوره يسوع رفض إعطاءهم جوابه. هكذا، وضمنيًّا يؤكد أن سلطانه إلهي، وأن كلام يوحنا المعمدان إلهي أيضًا، وهم لم يقبلوا أن يعترفوا به. هنا نلمس قوة الجواب غير الملفوظ، وتأكيد جديد على تفوق سلطان يسوع على سلطة معلمي الناموس والكتبة.

الفكرة الرئيسة

سلطان يسوع هو سلطان قوي مستمد من الله.

صلاة

اجعل يا رب أفعالي وأقوالي وأفكاري خاضعة لسلطتك الإلهية وأن أعمل كل ما يرضيك معترفًا بك كسيّد وإله كل أيام حياتي.

خذ قرارًا لهذا اليوم