(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

يأتي في هذا المقطع إلى يسوع معلٌم للناموس لا بنيّةِ التجربة ولا بهدف إمساكه بكلمة (راجع  ١٢ :١٣ )، بل ليسأله عن الوصية الروحية الأهم، وهذا السؤال بحد ذاته لم يكن غريبًا في اليهودية الهلنستية ويفتح المجال للمعلم بأن يستفيض بتعليمه. ميزة هذا المقطع أنه يكشف جوهر الإيمان المسيحي وقراءته الخاصة للعهد القديم إذ يجعل من المحبة أساس كل تعليم وسلوك.

يسوع بإجابته للمعلم الناموسي حقق أمرين هاميّن، ميّزاه عن الديانة اليهودية الناموسية، إبراز وصية المحبة لله والقريب كجوهر للناموس، من جهة، وإعادة تحديد هذه الوصية بأفعاله حتى الصليب والموت والقيامة.

يستند يسوع كعادته في الإجابة على استشهادات من العهد القديم، ويستخدم هذه المرة استشهادًا مزدوجًا من تث ٦: ٤ – ٥ ولا ١٩ :١٨ . كلًّا منهما له مكانته في ذاكرة الشعب اليهودي، الأول يذكر المؤمن بالاعتراف بمحبة الله وأن يحبّ الله من كل قلبه، عبر طاعته وسماعه لوصاياه (راجع تث ٥: ٢٩ ). أما الاستشهاد الثاني فيعطي وصية هي بأهمية الأولى،  لذلك يقول: "وََثاِنيَةٌ مِثْلُهَا "، هي محبة القريب مؤكدًا على ارتباطهما الوثيق ببعضهما. محبة الله ، ومحبة القريب. بالطبع يوافق معلم الناموس على كلام يسوع لأنه مبني على نصين رئيسيين من العهد القديم، لكن ما يلبث أن يطوّر فكرته منتقدًا الطابع الشكلي للذبائح والمحرقات تشديدًا منه على مبدأ المحبة.

تأمل في النص

يتفق طرفا الحوار، بعد أن كانا قد تصادما سابقًا ولمراتٍ كثيرة. تأثر المعلم اليهودي بتعليم يسوع ويمكن للقارئ أن يستنتج تسامحه وأنه كان حاضرًا في الهيكل منذ بدء المناظرات في ١٥:١١ . يصادق على كلام يسوع ويعيد صياغة الاستشهادات المستخدمة بشكل حرّ ليظهر  معرفته الوثيقة بالأسفار المقدسة. كما ويضيف بأن هاَتين الوصيتين أثمن من الذبائح كلها مستندًا لى ١صم ١٥: ٢٢ وهو ٦ :٦. إنه نموذج كل متعلم يهودي يسمع لتعليم يسوع. في الأخير ( آ ٣٤)   يعترف يسوع بحكمة المعلم وقربه من الملكوت بالرغم من فساد وضلال المجموعة التي ينتمي  إليها (راجع آ ٣٨–٤٠).

الفكرة الرئيسة

محبة الله ومحبة القريب ركيزتان أساسيتان في حياة الإنسان المسيحي.

صلاة

أيها الثالوث القدوس اغرس في داخلي محبتّك ومحبّة الآخرين، واجعلني مستحقًا أن أقدّم لك ذبائح قلبية نقية، وأصير ابنًا لملكوتك السماوي.

خذ قرارًا لهذا اليوم