(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample
شرح النص
يسبق يسوع ويتكلم عن حياة الكنيسة داخل العالم والمآزق والاضطهادات والضيق الشديد الذي سيكابده المؤمنون به. لكن في الوقت نفسه يؤكد أنه لا يتركهم بل ستشملهم العناية الإلهية، والروح القدس سينطق بهم ويشهدون بالإنجيل أمام جميع الأمم. لا يخاطب يسوع الرسل وحدهم حين يقول لهم "فَانْظُرُوا إَِلى نُفُوسِكُمْ " بل كل القراء المؤمنين. يتوجّه إلى المسيحيين الذين سيُضطهدون من اليهود والأمم حتى الاستشهاد من أجل إيمانهم. مصطلح شهادة "martyrion" في الآية 9 يعني الاستشهاد أيضًا حيث الحياة وفق الإنجيل والتبشير به حقيقة واحدة.
يوضح يسوع بقلم الإنجيلي مرقس رسالة كل مؤمن مسيحي أثناء مسيرة حياته على الأرض، وهي بأن يكرز بالإنجيل أولًا في جميع الأمم. على طول امتداد الزمن، مهمة المؤمنين وأمانتهم لكلمة الإنجيل تدفعهم للتبشير ليس بقوتهم الخاصة، بل بفعل وقوة الروح القدس. فعل "ينبغي" يعبّر عن المشيئة الإلهية في الكتاب المقدس وما علّمه يسوع أيضًا.
أمام هذه الضيقات كلّها، والحرب المختلفة الجهات، مع أهل البيت، ومع المضلين والمحاربين، يدعو يسوع في نهاية القسم الأول من الخطاب المؤمنينَ إلى المثابرة والصبر (آ 13). من أراد أن يكون تلميذًا ليسوع يعرف أنّ الآلام ستلاحقه دائمًا. الصبر حتى النهاية والشهادة بالإنجيل مرتبطان بحمل الصليب ) 8: 34 – 35 (، والذي يثبت في الطريق يحصل على الخلاص والحياة الأبدية.
تأمل في النص
يحثّ الرب المؤمنين على الانتظار بصبر وإيمان إلى المنتهى (راجع أيضًا مت 10 : 22 ، 24 : 13 ، لو 12 : 19 ). وهو لا يسمح بالشّدة من دون سابق إنذار، لذا يكلّم أحبائه عن الإجراءات التي ستُتَّخذ ضدّهم، حيث سيمثلون أمام الحكام والملوك، وأهل بيتهم سيقتلونهم من أجل اسمه، لكن ستكون فرصةً لهم للشهادة له (مت 10 : 17 – 18). الضيقات ليست مجرد علامات لمجيء المسيح الثاني، بل هي أيضًا مكان لتجلّ الرب في قلب الإنسان، حين يقبل هذا الأخير حمل الصليب. هذا الصليب في نظر الكنيسة ليس أمرًا عارضًا في حياة المؤمن، بل هو مسيرة مستمرة، طوال حياته، يقبلها بإيمان وفرح، ويعبر فيها من ضيقة إلى أخرى، كارزًا بالإنجيل بروح الله في كل مكان.
الفكرة الرئيسة
يسوع يشدّد قلب المؤمن أمام الضيقات ويعده بالخلاص إذا صبر وثبت.
صلاة
يا ربّ، أعطني أن أشهد لإنجيلك أمام كل الناس، فإني أمرّ في هذه الحياة وسط ضيقات وشدائد كثيرة، وهبني أن أعبرها بصبر وإيمان قوي، من الآن وإلى المنتهى.
خذ قرارًا لهذا اليوم
Scripture
About this Plan
"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More