(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

يتابع يسوع تعليمه عن الأزمنة الأخيرة، وأمام الخراب والشدائد الكبرى التي ستحصل لا يبقى أمام المؤمن سوى أن يهرب، لا خوفًا من الموت بل حبًّا بالحياة حيث لا نفع من التصرف وكأنّ له دولة أو جيش. المسيحي يضع أمانته بيد الرب ويعيش ببساطة الشعب. يقدم النص صورة حزينة لضيق تلك الأيام ويذكر الشتاء لأن فيه تكون الظروف الحياتية في المجتمع الشرقي أصعب بكثير منها في الصيف.

حدوث الشدائد لا ينحصر كإشارة زمنية لاقتراب الدينونة، بل أيضًا هي امتحان للإنسان وأمانته قبل تأسيس الملكوت. يسوع بمحبته يطلب أن تقصر أزمنة الضيق خوفًا على الضعفاء من تجربة التجديف والابتعاد عن الله. بالفعل كانت ضيقات شديدة ومروّعة أيام خراب أورشليم، لكن النص يبقى مفتوحًا على القراء مع عبارة "إلى الآن"، التي لا تشير إلى علامة زمنية محددة، بل إلى ما كان يختبره قراء مرقس وإلى أية محن وشدائد تتكبدها الجماعات المسيحية إلى يومنا هذا.

دائمًا وأبدًا يحذّر يسوع من الأنبياء الكذبة، بالرغم من وجود عديد من التنبيهات في العهد القديم بشأنهم (راجع مثلًا تث 13 : 2– 4). لكن مع ذلك صار بعض معلمي الناموس يخبّرون عن قدوم قريب للمسيح المنتظر، يذكر نص أعمال الرسل بعض هذه التيارات (راجع 5: 36 ، 21 : 38 ). إذًا، يسوع يخبر ويؤكد لتلاميذه ولكل المؤمنين أنّه هو المسيح الحقيقي، مهما صنع غيره من آيات وعجائب، ويجب عليهم أن يثابروا ويبقوا متيقظين حتى النهاية.

تأمل في النص

يسبق يسوع ويكلّم تلاميذه قبل آلامه عما سيحدث في المستقبل دافعًا إياهم إلى السهر والثبات حتى النهاية. أخبرهم بهذا كلّه حتى يحسنوا تفسير الأحداث، ويستعدّوا ويعلموا جيّدًا ماذا يجب أن يفعلوا متى حصلت. وسط كل هذه الضيقات والشدائد يحثّهم على الشهادة للمسيح الحقيقي، ويحّذرهم من الإشاعات بمجيء المسيح على لسان أنبياء ومسحاء كذبة مضلّين. ظهور هؤلاء أول علامة لمجيئه الثاني الذي سيكون كالبرق ظاهرًا في السماء، لا لواحد أو لجماعة معينة. يسوع ينصح تلاميذه بألا يرتبكوا بدمار الهيكل، بل يحذروا خداع العدو الشرير الذي يحارب تحت ستار اسم المسيح نفسه، ويسعى لتدمير الهيكل الروحي الذي فيهم.

الفكرة الرئيسة

حتى في أيام الضيق يكثر المسحاء الكذبة ويجب التنبّه منهم والثبات في الإيمان الحقيقي.

صلاة

يا رب، ثبّت أحبائك في زمن الضيق والشدّة الحاصلة في أيامنا هذه، اجعلهم شهودًا لكلمتك، مؤمنين بأنك أنت المسيح ابن الله، مخلّص العالم.

خذ قرارًا لهذا اليوم