(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

يتابع هذا المقطع مسألة قتل يسوع كما طرحه القادة اليهود في 14 : 1– 2. بعكس تقدمة المرأة المؤمنة في المشهد السابق، يأتي هنا قرار يهوذا الاسخريوطي بتسليم معلمه مستجيبًا لرغبة رؤساء الكهنة وبقية الرؤساء، حتى وإن كان ذلك بغشّ. يعرف القارئ منذ 3: 19 أنّ دور يهوذا يكمن في التسليم والخيانة. تقع أهمية فعله في انتمائه إلى دائرة الاثني عشر والتشديد على هذا هو لإظهار رداءة الخائن والتنكر لها. الذي كان يتتلمذ على يد المعلم صار الآن في صفوف أعداء يسوع. بسبب إخلاص التلاميذ الآخرين وحماس الشعب لكلمات الناصري، يحتاج الخصوم إلى من يراقب يسوع حتى يتواجد في مكان مناسب لعملية الاعتقال (آ 10).

يبدو يهوذا هنا مشكوكًا بمبادئه الأخلاقية لأنه يتصرف بعيدًا عن جماعته ويقبل الرشوة. أثناء تبشيره في الهيكل، أيقظ يسوع خوف الكهنة والكتبة بسبب موقفه من الهيكل وقبول الشعب لتعليمه (11 : 18 ؛ 12 : 12 ). لذلك، يفرحون عندما صارت خطتهم بالقبض عليه ممكنةً. 

كان يبحث عن فرصة ليسلّمه، أي بعيدًا عن الشعب لكي يتجنب بأمر من قادة اليهود كل التظاهرات والثورات غير المرغوب فيها عند الرومان. فمن المعلوم أن الناس يتدفقون بكثرة إلى أورشليم أيام عيد الفصح، يترافق هذا مع حدوث ضجة كبيرة واضطرابات جعلت الرومان ينقلون مركزهم من قيصرية إلى أورشليم أثناء العيد، وتتضح من هذا رغبة الرؤساء اليهود أن يتم القبض على يسوع بعيدًا عن الجمع.

يدل تكرار استعمال الفعل "يسلّم"، خاصّة في صيغة المجهول، على الفعل الإلهي. المسيح يُسلّم من الله إلى الموت من أجل خطايا العالم. صليب المسيح لا يأتي نتيجة تاريخية عالمية، بل هو إظهار لمحبة الله للبشر.

تأمل في النص

كان يسوع في أغلب الأوقات يعلّم بين الجموع وفي الهيكل دون خوف من قادة اليهود، أمّا هم فكانوا يخططون للإيقاع به غدرًا وينتظرون فرصةً لقتله. تحققت رغبتهم الشريرة على يد أحد المقربين منه، من غمّس معه في الصحفة وكان معه طيلة بشارته. تسليمه كان على يد واحد من الاثني عشر. جشعه وحبّه للمال قاده إلى تسليم معلّمه، أفرح بعمله هذا أعداء يسوع، وسبب الحزن لكلّ متتبعيه الأمناء. لكن الربّ عاد وقلب كل الموازين، أحبط كل المؤامرات وهزمهم بمجدٍ عظيم من بعد آلامه وصلبه وموته الثلاثي الأيام، كما ردّ الفرح والبهجة لقلوب المؤمنين بقيامته المجيّدة.

الفكرة الرئيسة

حبّ الفضّة قاد يهوذا الإسخريوطي للتآمر على المعلم.

صلاة

يا رب، أعطني قلبًا أمينًا لتعاليمك، واجعلني لا أنقاد وراء حب المال والسلطة والشهوات العالمية البالية، بل أغرف من نبع محبتك، رحمةً ونجاةً وخلاصًا أبدًيا.

خذ قرارًا لهذا اليوم