(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

يذهب يسوع ليصلّي. ليست المرّة الأولى التي يحدّثنا فيها الإنجيلي لوقا عن صلاة يسوع: فقد صلّى وقت العماد (لو 3: 21 )، في القفار (5: 16)، قبل اختيار الإثني عشر (6: 12)، قبل إعلان بطرس لإيمانه (9: 18) وقبل أن يعلّم الأبانا (11 : 1). والآن، قبل أن يواجه مصيره المرير، ذهب ليصلّي وليستسلم إلى إرادة الله. لمّا وضَعَ اللهُ آدمَ في بستان عدن، كان حرًّا وسعيدًا، لكن بسبب عصيانه انتهى مطرودًا. أمّا يسوع في البستان فقد أطاع الآب وأحبّه إلى النهاية، فانتهى بإعطاء الخلاص.

ابتعد يسوع مقدار رمية حجر عن التلاميذ، متّخذًا مسافة عنهم ليدخل في حميميّة العلاقة مع الآب: "لا إرادتي بل إرادتك ". إنّ يسوع هو المثال المصلّي للشهيد الذي يضع كل ثقته في الله. يرمز الكأس إلى العذاب الذي ينتظره (إش 51 : 17 ؛ مز 75 : 9). يذهب يسوع إلى الآلام شاعرًا بالرهبة والضعف، لكنّ الدواء كان الحديث مع الآب والاّتحاد به.

بعد عماد يسوع وتجاربه في البرّية، يخبر متى ومرقس أنّ الملائكة جاءت تخدمه، وهذا ما لم يذكره لوقا في حدث التجارب؛ يذكر لوقا الآن، في الآلام، حضور الملاك، كجوابٍ من السماء، أنّ الله يستجيب لابنه، لكن لا لينقذه من الصليب بل ليصل به بعد الآلام إلى القيامة.  تمامًا كما حضر ملاك الرب أمام إيليّا النبيّ وطلب إليه أن يأكل قبل أن يسير إلى جبل حوريب (1مل 19 : 7– 8).

تأمل في النص

إنّ شعور يسوع بالحزن ليلة آلامه لم يكن بسبب ذهابه إلى الموت بل لأنّ الانسان يستمرّ في خطيئته ويرفض الله. كان يفكّر في خلاص الإنسان من تمرّده وعصيانه لإرادة الله. لا يزال يسوع يتأّلم في كلّ انسان متأّلم، فماذا نفعل لنخفف من وجعه؟

يكرّر يسوع مرّتين هذا الطلب "صلّوا لئلّا تقعوا في التجربة" (22 : 40 و 46 ). هذا التكرار يعطي للمقطع وِجهة أدبية. إنّ  لخائف لا يستطيع النوم؛ صورة النوم هي صورة التراخي. أمام الآلام، مطلوب منّا السهر والصلاة لنعبر من الألم إلى المعنى. لقد صلّى يسوع لبطرس كي يثبت معه (لو 22 : 32) أمّا الآن فهو يحثّ التلاميذ ليصلّوا كي لا يقعوا في الجحود.

الفكرة الرئيسة

قبْل آلامه، صلّى يسوع واستسلم بين يدي الآب، ليعلّمني الطاعة لمشروع الله في حياتي.

صلاة

فهّمني يا رب معنى هذه الصلاة لتكن مشيئتك كما في السماء...  التي أردّدها كل يوم.

أقدّم لك ضعفي، علّمني كيف يتحوّل إلى قوّة. ساعدني في عيش الصبر والرجاء في قلب المحنة، آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم