(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

نحن في محاكمة دينية أمام عظيم الكهنة. يشدّد متى على مسؤولية المجلس الأعلى اليهودي في خيانة يسوع إذ سلّمه في نهاية المطاف إلى السلطات المدنية، إلى بيلاطس، للحكم عليه بالموت صلبًا. كان بإمكان المحاكمة الدينية أن تؤول إلى الحكم على يسوع بالموت رجمًا حسب ما تقتضيه الشريعة اليهودية، وكما حصل مثلًا مع اسطفانوس (أع 7: 58 )، لكنّهم أرادوا الموت صلبًا. يا لقساوة قلوبهم! يظهر يسوع بموقف الصدّيق المضطهَد من أعدائه بطريقة غير عادلة.

بالرغم من حالة الإذلال هذه، استطاع أن يجاهر بقيامه من القبر والجلوس عن يمين الآب كربّ وكدّيانٍ اسكاتولوجي. إنّ الإيمان المسيحي سيعلنه المسيح المنتظر وابن الانسان الجالس على يمين الآب، كما أعلنه بطرس في قيصرية فيلبس (مت 16 : 16) وكما سيعلنه قائد المئة على الصليب (متى 27 : 54 ). 

تتمحور الإّتهامات حول أمرَين: التهديد بدمار الهيكل، والإدّعاء بكرامة مسيحانيّة متعالية. فيسوع متّهم كنبيّ وكمسيح. لكنّ التصميم الخلاصي واضح: إنّ مز 110 : 1 يشير إلى القيامة والتمجيد الفصحي لابن الإنسان، والتلميح إلى دا 7: 13 يحمل معنى الآلام والمجيء الثاني كدّيان اسكاتولوجي.

تأمل في النص

كثيرًا ما نجد في العالم تأخّرًا في المحاكمات، وحجزًا للحريات، ومحاكمات سياسية، ملفّقة، وغير عادلة. كل تلك المشاهد يمكن اختصارها بالمحاكمة الدينية ليسوع أمام المجلس الأعلى اليهودي: شهادات زور، إتّهامات كاذبة، استهزاء، وبصق ولطم... فنتساءل: أما حان الوقت لتطبيق القانون العادل، واحترام شرعة حقوق الإنسان في العالم؟ بالرغم من ليل الكذب أثناء محاكمته الدينيّة، كان يسوع يسطّر الخلاص بكلمات من حقيقةٍ تتخطّى حدود فهم العقل البشري.

الفكرة الرئيسة

حوكم يسوع دينيًا، واتُّهم زورًا، وسيموت مظلومًا، لكنّه بقيامته سيحقّق العدالة المرجوّة!

صلاة

يا سيّدي يسوع المسيح، لأجل هذا الحكم غير العادل الذي سبّبَته لك خطاياي، نجّني من حكم الموت الأبدي الذي استحقَقْتُه مرارًا عديدة، آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم