(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

سيق يسوع من دار عظيم الكهنة إلى دار الحاكم الوثنيّ فجرًا. قد تكون المحاكمة بدأت عند الساعة السادسة صباحًا لأنّ الولاة الرومان كانوا يبدأون أعمالهم في الصباح الباكر. إنّ عدم دخول اليهود دار الحاكم الوثني هو مخافة من ان يتنجسّوا فيُبعَدوا لمدّة شهر عن الاحتفال بالفصح (عد 9: 6– 12). يهتمّون بكيفيّة الحفاظ على الطهارة بينما لا يُظهرون أدنى اهتمام بالحكم بالموت على بريءٍ من قِبل رجل وثني. كان بإمكانهم أن يرجموا الخاطئ حتى يموت، لكنّهم فضّلوا أن يُصدر وثنيٌّ الحكم بالموت صلبًا محقّقين بذلك نبوءة يسوع عن ارتفاعه من الأرض (يو 12 : 32) دون أن يعلموا! جرى حوار يسوع مع بيلاطس داخل الدار. كان موضوعه الكرامة الملكيّة ليسوع. أسلمه اليهود كثائر اجتماعي وسياسي، ويسأله بيلاطس عن مملكته. امّا الحقيقة فهي أنّ لملكيّة يسوع مفهومًا لاهوتيًا روحيًا مغايرًا لتهمته الرئيسية: "يسوع ملك اليهود". هذه التهمة ليست إلّا شهادة زور من قِبل أعدائه.

تأمل في النص

لقد أقرّ يسوع بملكيّة مختلفة عن المقياس الزمني والسياسي. لا يستعمل المسيح القوّة في فرض ملكيّته. طيلة حياته العلنيّة بشّر بملكوت الله. فمملكته قد بدأت تنتشر في هذا العالم دون أن تكون من هذا العالم. إنّ الأصل الإلهي للمسيح يجعل مملكته مختلفة عن ممالك البشر. هذا ما لم يفهمه بيلاطس. وهذا ربما ما لا نفهمه نحن أيضًا اليوم. يسوع هو ملك متواضع، يملك على القلوب بواسطة الكلمة والحقيقة، ويحرّرها من التبعيّة ويفيض عليها ملء الحياة. إنّ التلميذ الحقيقي ليسوع هو الذي يصغي إلى صوته، يقبل حقيقة الخلاص ويؤمن بإنجيل الحياة. إنّ يسوع هو الطريق والحق والحياة: من يدخل حظيرته ينتقل من الموت إلى الحياة، لأنّه يشارك حينها بأفراح الصليب الممجَّد الذي يوسَم به.

الفكرة الرئيسة

إتّهم اليهود يسوع بملكيّة سياسية، فإذا به يُظهر ملكيّته الروحيّة التي تجد فخرها بالصليب الممجَّد.

صلاة

ساعدني يا رب على أن أقبلك كملكٍ وحيد لحياتي: أسمع صوتك من خلال كلماتك التي تفيض حياة ونورًا في قلبي، فأتبعك في الطريق، حاملًا صليب المجد، ومتوجّهًا إلى حظيرة الحياة. آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم