(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

إقتيد يسوع إلى قصر الحاكم. بعد الحُكم عليه بالموت من قبل بيلاطس، يدخل الجنود على مسرح الآلام مع مهمّة تنفيذ حُكم الصلب. يقومون بأفعالٍ متعدّدة قبل الصلب هدفها إرهاق جسم المحكوم عليه حتى لو لم يطلب منهم كلُّ هذا. جمعَ الجنودُ على يسوع الكتيبة كلّها المؤّلفة من حوالي ست مئة جنديّ. كلّهم يقبعون في قصر الحاكم، الكرسيّ الرسميّ للسلطة السياسية.

كان الاستهزاء بيسوع من قبل الجنود عبر ثلاث مراحل: أعطى الجنود يسوع علامات الملكيّة، أدَّوا له التحيّة، ثمّ تصرّفوا معه بعنف. علامات الملكيّة هي: الثوب، الإكليل والقصبة. الثوب القرمزيّ هو الرداء النموذجيّ للجنود بما للّون الأحمر من رمزّية للحرب. وبدل التاج المرصّع بالذهب، وضعوا على رأسه إكليلًا من الشوك. أمّا القصبة في اليد اليمنى فتأتي بدل صولجان الحُكم. إنّ نوعيّة هذه الشارات تعبّر عن رأي الجنود في طبيعة مُلكيّة ذلك الرجل الذي وقغ بين أيديهم. كان الجنود يؤدّون التحية لقائدهم من خلال الركوع والقول: "السلام على قيصر" .والآن، يؤدّون التحية بسخرية ليسوع، مظهرين له كيف ينظرون لهكذا ملكٍ لليهود. والتصرّف بعنف كان من خلال البصاق عليه وضربه بالقصبة على رأسه. فتمّ ما قاله النبيّ إشعيا: "أديرُ ظهري للضاربين وخدّي لناِتفي اللِّحى وأحتمل التَّعييرَ والبصق" (إش 50 : 6). بعد الاستهزاء بيسوع، أعادوا حالته إلى ما كانت عليه وساقوه ليُصلَب. كل هذه الأعمال كانت من نسْج اختراعهم: طُلب منهم أن يصلبوه، لكنّ طبْعَهم الدمويّ حال دون الذهاب به حالًا لتنفيذ الحكم. تصرّفوا مع يسوع تمامًا كما تلعب الطفلة بدُميَتها، تغيّر ملابسها وتفعل بها ما يحلو لها.

تأمل في النص

استهزاء الجنود بيسوع يعمّق موضوع ملكيّة يسوع. فبعد أن رُفض يسوع كنبيّ (مت 26 : 68) ها هو يُرفَض كملك. أثناء المحاكمة، لقي الحاكم من يسوع جواًبا واحدًا عندما سأله إن كان ملكًا. أمّا طريقة استهزاء الجنود فتتعلّق بفرحهم لوجود ملكٍ بين أيديهم، ملكٍ منبوذٍ من شعبه ومحكومٍ عليه بالصلب من قبل الحاكم. لم يدخل الإنجيليّون في وصف وحشيّة الجلد والصلب. كان همّهم وصف الموقف الحقيقي الذي على التلميذ أن يتعلّمه من المسيح: يقبل بصمتٍ الاستهزاء من قِبَل الناس، مرمّمًا بذلك صورة الله التي دُعي الإنسان إلى عيشها. فأحداثُ الآلام عينها تفضح التّهمة الكاذبة: إنّ يسوع ليس ملكًا سياسيًا أرضيًا، لا، بل هو متعلّق بالله بواسطة الإيمان.

الفكرة الرئيسة

أضحى يسوعُ الملك ألعوبةً بين أيدي الجنود. بصمته وصبره علّمَنا كيف ننتصر على البغض بالحب.

صلاة

سامحني يا الله عندما أستهزئ بأخي الانسان الذي هو على صورتك ومثالك. علّمني احترام الجميع، وساعدني كي أشارك في ترميم صورتك المشوَّهة في أحزان البشرّية، آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم