YouVersion Logo
Search Icon

(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأول

DAY 73 OF 365

شرح النص

بالرغم من المشهد القاتم على قمّة الجلجلة، نجد قربَ الأعداء أشخاصًا إيجابيين. أمّ يسوع والتلميذ الحبيب يمثّلان البقيّة الباقية (إش 10 : 20 – 23) من شعب الله المختار. سيتّكل المسيح عليهما للّم شمل أبناء الشعب الجديد. لا نجد اسم مريم في إنجيل يوحنا؛ وهنا عند أقدام الصليب نجدها مع لقبّين: أم وإمراة. التشديد على دور الأمومة واضح من خلال تكرار كلمة "أم" خمس مرّات في هذا المقطع الإنجيلي الصغير. وهي امرأة كما دعاها يسوع في عرس قان  الجليل (يو 2: 4)، تذكّر بالمرأة الأولى (تك 2: 23) التي "فهيَ من امرئٍ أُخذت"؛ إنها حواء الجديدة، إمرأة العهد الجديد، المطيعة لإرادة الله في أمانة تامّة حتى الصليب. وهي دائمًا مرتبطة بموضوع "الساعة" في إنجيل يوحنا، أي ساعة تمجيد ابنها بالموت والقيامة. وحولها نجد دائمًا التلاميذ في عرس قانا الجليل، وهنا عند أقدام الصليب مع يوحنا. مريم هي عطية المسيح لكنيسته. التلميذ الحبيب يظهر فقط في كتاب المجد في إنجيل يوحنا (يو 13 – 20)، ولأول مرة أثناء العشاء الأخير حين أسند رأسه على صدر يسوع (يو 13 : 25). لقبُه أنّه التلميذ الذي يحبّه يسوع وأنّه الشاهد على كل هذه الأمور )يو 21 : 20 – 24 (. وليس استقباله "منذ تلك الساعة" لأمّ يسوع إلّا نقيض ما جرى مع "الكلمة" في بداية إنجيل يوحنا: "إلى بيته جاء، فما قبله أهل بيته" (يو 1: 11). يرمز التلميذ الحبيب إلى كلّ تلميذ، على مرّ الأجيال، يحبّ يسوع ويعيش الأمانة لتعاليمه.

عند أقدام الصليب نجد عائلة المسيح الروحيّة. لقد أرسى بموته وقيامته أسس عائلة التلاميذ الجديدة جاعلًا منهم إخوة له يتغذّون من الثمرة التي تعلّقت على شجرة الحياة. خسرت العائلة الأولى، آدم وحواء، السعادة في جوار الله، امّا العائلة الجديدة فمدعوّة للمشاركة في عرس الحمل الذي لا ينتهي.

تأمل في النص

لم يذكر لنا الإنجيل أّية تفاصيل عن عواطف مريم في هذا الظرف الأليم؛ إنّما يمكننا أن نتذكّر قول سمعان الشيخ: "وأمَّا أنتِ، فسيفُ الأحزان سينفذ في قلبك" (لو 2: 35). بالطبع تأّلمت لرؤية وحيدها معلّقًا كالمجرمين ومهانًا. تمثّل مريم كل أمّ لا بل كل شخص يتعذّب لعذاب الآخرين، لا سيما الذين يحبّهم. من موقف العذراء وموقف يوحنا الحبيب ننظر إلى صعوبات حياتنا وإلى آلامها. هذا الموقف يخلق في نفوسنا الأمل والرجاء. فمهما تراكمت الصعوبات وجرَّحَنا سيف الألم، علينا ألّا ندع اليأس يستولي على فكرنا، بل لنرَ في صليب المسيح منفذًا إلى نور القيامة. بأمانتنا حتى الموت وبشُربنا للكأس التي شربها المسيح نستحقّ أن نشارك في مجده.

الفكرة الرئيسة

تقف بقيّةُ الشعب المختار، بأمانة، أمام الصليب، فتؤّلف عائلةً جديدةً من المؤمنين للمسيح.

صلاة

ساعدني يا رب لأنضمّ إلى عائلتك الجديدة بوثاق الإيمان والمحبّة، فأتشبّه بتلميذك الحبيب وبأمّك الطاهرة، واغتذي من ثمرة صليبك، كارهًا الخطيئة التي كانت سبب موتك. قوّني لأحيا مسيحيًّا صادقًا بين أخوة مؤمنين، آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم

Scripture

Day 72Day 74

About this Plan

(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأول

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.

More