(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

كما ذهب يوسف الرامي إلى بيلاطس، هكذا أيضًا فعل عظماء الكهنة والفرّيسيّون، لكنّ هدفهم كان طلب حرس ليضمنوا استمرارية بقاء جسد يسوع في القبر لأنّه زعم انّه سيقوم في اليوم الثالث (مت 12 : 40). وإنّ التلاميذ، الذين بهروبهم اختفوا من الإنجيل (مت 26 : 56)، يعودون الآن كسرّاقين محتمَلين لجسد المسيح وكناشرين كذّابين لحدث القيامة. وبذلك، كان بمقدور رؤساء اليهود أن يقتلوا يسوع وليس بإمكانهم أن يمنعوا قيامته ولا أن يوقفوا انتشار البشرى الفصحيّة.

كان همّ عظماء الكهنة والفرّيسيين منع الكذب وذلك من خلال الحراسة المشدّدة للقبر. يأتون بمظهر المدافعين عن الحقيقة والمحامين عن الشعب. لقد أزالوا حياة يسوع ويبقى الآن تبديد تعاليمه الكاذبة حول قيامته. أمّا بالنسبة لاحتمال سرقة الرسل لجسد يسوع، فهذا بعيد عن الواقع: بهروبهم اختفوا عن مشهد الآلام، بالرغم من ظهور غير مشرَّف لبطرس، ولا حتى اهتمّوا بدفن معلّمهم، كما فعل تلاميذ يوحنا المعمدان (متى 14 : 12).

في جواب بيلاطس المختَصَر، يُفهم انّه لا يُمانع الطلب ولا يأتي بمبادرة من قبله، لكنّه يسمح لرؤساء اليهود بأخذ الإجراءات التي يرونها مناسبة. وليس تصرّفهم بختم الحجر الكبير وإقامة الحرس عليه سوى بهدف ضمان الحقيقة ومنع السرقة والتضليل. ومن دون ان يعرفوا، أسهموا من خلال ذلك بضمان حقيقة القيامة وتحوّلوا هم إلى خدّاعين للشعب.

تأمل في النص

لقد قيّم عظماء الكهنة والفرّيسيون تدبير يسوع الخلاصي بالتضليل إذ نعتوه ب "ذاك المضلّل" . فدورهم يقوم على حماية الشعب من الكذب. بمساعدة بيلاطس، استطاعوا إقصاء يسوع عن الحياة الإجتماعية الدينية من خلال صلبه، والآن يأخذون كافّة الإجراءات ليلغوا تأثير كلماته على الشعب. إنّ نيّة هؤلاء الرؤساء واضحة إذ تقوم على هدم كلّ ما يتعلّق بتدبير يسوع الخلاصي، وبالتالي ضبْط حياة الشعب من خلال الحفاظ على التقاليد والشعارات المشوّهة لصورة المسيح الحقيقي. يتصرّفون على مستوىً بشريّ محض، لاغين كل إمكانية تدخّل من الله. كم نشبه نحن اليوم بمخطّطاتنا وتنظيمنا هؤلاء الرؤساء! لا نترك لله منفذًا، بالرغم من معرفتنا أنّ الله لا يسير على سِكَك بشرية ولو كانت من ذهب. أفكاره غير أفكارنا وطرقه غير طرقنا.

الفكرة الرئيسة

ختْمُ الحجر وإقامةُ الحرس على باب القبر، تؤكّد استحالة سرقة جسد يسوع وحقيقة قيامته.

صلاة

ساعدني يا رب لأن أبقي في مشاريعي وتنظيمي نافذةً على عملك؛ إنّ افكارك لبعيدةٌ عن أفكاري، قوّني لأقبل مشيئتك في حياتي، فأبشّر بحقيقة قيامتك وحبّك، آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم