(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

خرج التلميذان من أورشليم وتوجّها نحو عمواس. كان يسوع، طيلة حياته، مقسّيًا وجهه ومتّجهًا نحو أورشليم ليموت ويقوم فيها (لو 9: 51). إنّ الخروج من هذه المدينة يعني المسار المعاكس لما كان يفعله يسوع. إنّ ترْك أورشليم هو ترك الصليب والجماعة وهذا يعني تصدّع الإنتظارات المسيحانية. فتحدّث معهما عن مسيح الكتب الذي جاء ليحرّر شعبه من خلال صلبه وموته. وهنا قمّة التناقض بين التحرير العسكري والسياسي المنتظَر من المسيح وبين ما جرى معه من إهانات وصلبٍ وموت. لذلك شرح لهما الكتب لانّها وحدها تعطي الجواب! بعد الوصول إلى عمواس، يشير النص بوضوح إلى طقس الإفخارستيا من خلال الكلمات: "أخذ، بارك، وكسر". وما عودة التلميذين إلى أورشليم إلّا دليل على أنّ الجماعة الكنسيّة هي أهمّ من المسافات والأوقات: فيها مخزون الإيمان وفعاليّة الشركة.

تأمل في النص

لقد لخّص لوقا في نص تلميذي عمواس المواضيع اللاهوتيّة الأساسية في إنجيله: أورشليم مدينة الخلاص، الفرح المسيحاني الذي يلهب القلب، أهمّية الجماعة للمؤمن، والحضور السرّي للمسيح القائم في وسط الأخوة والمخُتبَر من خلال شرح الكتب المقدسة وكسر الخبز الإفخارستي. يبقى السؤال لنا اليوم: لماذا لا نزال قليلي الفهم وبطيئي القلب عن الإيمان بكلّ ما جرى من أحداث خلاصية؟ نعيش وكأنّنا لا نموت، ونموت كمن لا رجاء لهم ولا حياة. ليت هذا الإنجيل يهزّنا داخليًا فندرك أننا دائمًا في حضرة الله، فنردّد مع صاحب المزمور "أين أذهب وروحك هناك؟ وأين أهرب من وجهك؟" (مز 139 : 7).

الفكرة الرئيسة

يسير الرب معنا على دروب الحياة ونحن لا ندري؛ ننسى حضوره في الكلمة والقربان والجماعة.

صلاة

إفتح يا رب عيون قلبي لتختبر حضورك. أخلق فيّ الشوق للقائك من خلال تذوّق كلمتك وخبزك في وسط الجماعة. فأنتَ قمتَ من بين الأموات، وحيٌّ إلى الأبد.لك المجد، آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم