(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص
إنّ هذه الكلمات الأخيرة ليسوع قبل الصعود تستعيد موضوع تنشئة التلاميذ (24 : 25 – 27) حول علاقة يسوع بالكتب المقدسة. لقد ذكّر يسوع تلاميذه بإعلاناته الثلاثة حول موته وقيامته، عندما كان يقول: "ها نحن صاعدون إلى أورشليم فيتمّ جميع ما كتبه الأنبياء في شأن ابن الانسان" (لو 18 : 31). وعبارة "كُتُب موسى والأنبياء والمزامير" (24 : 27 و 44) تدلّ على الأقسام الثلاثة للعهد القديم العبري وتعني العهد القديم بكامله. نجد تدرّجًا في فهم الأحداث:
فبعد أن فتح يسوع العيون (24 : 31) يفتح الآن الأذهان، باليونانية "nous" أي الإمكانية الداخلية للذكاء والفهم. نجد في هذا التعليم الأخير ليسوع العناصر الأربعة الأساسية للكرازة الرسولية: المسيح متمم العهد القديم؛ أتى إلينا مات وقام؛ نحن شهود على ذلك؛ أّيها السامعون توبوا غيّروا طرقكم واعتمدوا. نجد هذه العناصر في عظات بطرس وبولس في أعمال الرسل (أع 2: 14 – 36 ؛ 13 : 16 – 41). إن جوهر الكرازة الحقيقي هو إعلان موت يسوع وقيامته، فهذا الحدث ليس فقط تاريخًا من الماضي بل هو سرمديّ، وكل مؤمن يستطيع اختباره والشهادة له. إنّ إنجيل لوقا هو الإنجيل الإرسالي بامتياز فيتحدّث عن شموليّة الخلاص: في نسب يسوع يرجع بالسلالة إلى آدم ليشمل جميع البشر (لو 3: 23 – 28)، وهنا يوصي المسيح تلاميذه بإعلان بشارة التوبة لجميع الشعوب. أمّا التركيز على الانطلاق من أورشليم فهذا لانّها المدينة التي تمّ فيها الخلاص.
وأيضًا، يمتاز لوقا بأنّه الإنجيلي الذي يخبر عن عمل الروح القدس في حياة يسوع والكنيسة. فقد حلّ الروح القدس على يوحنا المعمدان، ومريم، وإليصابات، وزكريا، وسمعان الشيخ؛ وبالروح ذهب يسوع إلى الصحراء بعد العماد؛ وقد تهلّل به يسوع في نشيد التسبيح. والآن، يعلن يسوع أنّ الروح هو عطيّة الآب ووعده للتلاميذ، وهو قوّة من العلى ستساعدهم في التبشير.
تأمل في النص
إنّ مختصر ما أوصى به يسوع تلاميذه هو بشارة التوبة؛ والهدف: غفران الخطايا أي المصالحة والوحدة مع الله. إنّ بشارة يوحنا المعمدان للتوبة كانت أدبية وأخلاقية وتختلف عن دعوة التلاميذ الشعوب للتوبة "بإسم يسوع". الجديد هو أنّه بواسطة يسوع أعطيت معرفة جديدة حول الله وأصبح ممكنًا الولوج نحوه، إذ أقام بدمه عهدًا جديدًا. لن يكون التلاميذ، في هذه المهمّة الكبرى، لوحدهم، معتمدين على إمكانيّاتهم البشرّية، إنّما ستحلّ عليهم قوّة الروح القدس، التي ستعضد مسيرتهم إلى منتهى الاجيال.
الفكرة الرئيسة
ذكّر المسيح رسله بتعليمه، طلب إليهم إعلان بشارة التوبة، ووعدهم بقوّة الروح القدس.
صلاة
ساعدني يا رب لأفهم كتبك المقدسّة، إنّها غذاء روحي؛ اجعلني أعيش توبة دائمة عن جميع معاصيّ، وارشدني دائمًا إلى طريق الحياة؛ فمعك سعادة وسلام. آمين.
خذ قرارًا لهذا اليوم
Scripture
About this Plan

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More