(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

اشترت النساء الطيب عند مغيب الشمس، يوم السبت مساءً، مع انتهاء واجب حفظ استراحة السبت. وعند فجر الأحد جئن القبر كما يقول المزمور: "ترجو نفسي الربَّ أكثر مَّما يرجو الحُرَّاسُ طُلوعَ الفجرِ". (مز 130 : 6). بعدما شهِدت النساء موت يسوع على الصليب ودفنه في القبر، جئن الأحد بهدف تطييب جسد يسوع المائت، ليقمن بعادة تقوّية إنسانيّة لم يستطعن تقديمها ليسوع يوم الجمعة بسبب ضيق الوقت. كنّ ينتظرن رؤيةَ جسدٍ مائتٍ ليسوع مدفونٍ داخل القبر؛ ولكي يصلنَ إليه كنّ يتساءلن مَن سيدحرج لنا الحجر؟ وجودهن يربط كل حقبات يسوع التبشيرية من الجليل، إلى أورشليم، إلى الصلب إلى القبر إلى القيامة. الفجوة التي حصلت بابتعاد التلاميذ امتلأت بحضور النساء. إنّهنّ البقية الباقية لشعب الله المختار.

بتصرّفهنّ يعطينَ مثلًا في الأمانة المسيحية. تغلب على الآيتين 4 و 5 أفعالُ النظر: رأينَ، نظرنَ، أبصرن. هذا يدلّ على أنّ النساء بدأن يخرجن من عالمهنّ الداخلي ويلاحظن ما في الخارج من أمور جديدة. بينما يعرض متى أنّ ملاكًا كان جالسًا على باب القبر في الخارج، ولوقا يذكر رجلَين يظهران للنساء، يخبر مرقس عن شابٍ جالس في داخل القبر. إنّ موضع اليمين يبشّر بأمور سارة؛ واللون الأبيض هو لون المقبولين في حضرة الله (رؤ 6: 11 )؛ فهو مُرسَلٌ من قِبَل السماء. يتحدّث الشاب (لو 16 : 6– 7) عن قيامة يسوع المعاكسة لطلب النساء، ويعطيهنّ أمرًا في كيفيّة وجوب التصرّف. إنّ البشرى الفصحية تتضمّن فعلَين حلّا بيسوع: صُلب من الناس وُأقيم من الله. دور النساء أن يكنّ رسولات الرسل. وليس ذِكرُ بطرس سوى علامة أنّ يسوع غفر له.

تأمل في النص

لقد ذهبت النساء إلى القبر بكلّ هدوء وسكينة، لكنّهنّ رجعن منه برعدة ودهشة وخوف. إنّها خبرة القيامة التي تقلب رأسًا على عقب مشاعر الإنسان وأحاسيسه ومنطقه وأفكاره. أمام تجلّي الله، من واجب الإنسان أن يصمت ليستوعب الرسالة. وهذا يتوافق مع ميزات إنجيل مرقس اللاهوتية: "التجلّيات الخفية" للمسيح المصلوب و "السر المسيحاني" المفروض على الجميع. إنّ صمتهنّ كان مرحليًّا، وهذا ما يشهد له التاريخ. لنطلب من الرب أن نختبر القيامة في حياتنا، ولنتأمّل بها بصمت داخليّ، فيتسنّى لنا بعدها أن نشهد أمام الجميع بما رأينا وشعرنا. 

الفكرة الرئيسة

أرادت النساء رؤية جسد يسوع المائت وتطييبه، ففوجئنَ بحدث القيامة. صمتنَ ليستوعبن ما جرى!

صلاة

إجعلني أعيشُ يا رب، كالنساء القديسات، الأمانة لحبّك حتى الصليب والقيامة. ساعدني لأحوّل الصعوبات التي تعترض مسيرتي إلى واحاتِ رجاءٍ وإيمان، لانّك غلبت العالم، آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم