(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

تحدّث يوحنا الإنجيلي عن مريم المجدلية يوم القيامة ولم يتحدّث عن النساء بالجمع. قد يكون ذهابها إلى القبر لتبكي هو عادة شرقيّة حيث يمَدَّد النوح والبكاء على الميت لفترة ثلاثة أيام. بحسب مرقس ولوقا، كان سبب ذهاب النساء إلى القبر بهدف تطييب جسد يسوع، أمّا بالنسبة لمتّى، فقد ذهبن لزيارة القبر الذي كان محروسًا من قبل الجنود. يخبرنا النص عن ظهورٍ ليسوع يهدَف من خلاله التعرّف إلى هوّيته الجديدة. كما في باقي الظهورات، يبان التغيير الذي لحق بجسد يسوع. تلميذا عمواس في إنجيل لوقا عرفاه عند كسر الخبز، والمجدلية من صوته، وأنّ يوحنا شدّد على الإصغاء لكلمته المعلَنة وسط الجماعة المسيحية. وعلى الأرجح، إنّ الإنجيلي يوحنا أراد أن يكشف عن تدرّجٍ في الإيمان: من رؤية إنسانية ليسوعٍ أرضي إلى رؤية في الإيمان.

سؤال المسيح للمجدلية "عمّن تبحثين". ويسوع، كراعٍ صالح، يدعو خرافه بأسمائها (يو 10 : 3)؛ فعندما قال "مريم" جعلها تستعيد هوّيتها ومعرفتها به. قد تكون المجدلية اعتقدت أنّ يسوع عاد إلى الحياة الأرضية الماضية، لذلك حاولت الامساك به ونادته مع ياء المتكلّم:

رّبي. لكنّ يسوع أفهمها أنّ معرفتها به قد ترَوْحَنَت إذ دخل بعد القيامة في حالة المجد. وليست شهادتها أمام التلاميذ "رأيتُ الرب" إلّا تعبيرٌ عن اختبارها الشخصي والعميق لسرّ القيامة.

تأمل في النص

لقد أرسل يسوع المجدليّة بمهمّة إلى تلاميذه ودعاهم "إخوتي" (آ 17). هذا يدلّ على العلاقة الجديدة معهم، بواسطة عطيّة الروح القدس، الذي يحيي الكائن البشري، ويحوّله إبنًا لله وأخًا للمسيح. بالرغم من ذلك، إنّ يسوع يميّز، من خلال عبارة "أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم" بين بنوّته الإلهية )بالأون تولوجيا( التي تختلف بطبيعتها عن بنوّة التلاميذ (بالتبنّي) والتي هي ثمرة النعمة. ونحن المسيحيين، نصبح بفعل العماد أبناء للآب وأخوة ليسوع، نحمل هوّية انتمائنا إلى الرب، لا خارجيًا وحِبرًا على ورق، بل داخليًا نسمع صوته في الإنجيل ينادينا بإسمنا، ويدعونا دومًا لدفن الإنسان القديم ولإحياء إنسان النعمة.

الفكرة الرئيسة

ظهور يسوع للمجدلية هو بحثُ الراعي عن خرافه، التي يعرفها بإسمها، فيدعوها إلى مسيرة التأليه.

صلاة

ساعدني يا رب لكي أرتقي بمعرفتي بك من الطلبات الماديّة إلى الاختبارات الروحية. لا تسمح بأن أضيع طريق الحظيرة؛ أرشدني بكلمتك وصوتك فأتبعك إلى مراعي الحياة الخصيبة، آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم