(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

إنّ تهمة يسوع الأساسية ترمي إلى إظهاره كخطرٍ كبير مهدّد للسلامة العامة بسبب تأثير تدبيره العلني على جميع الشعب. فمن الجليل إلى أورشليم لم ينفكّ يعلّم ويشفي ويأتي بالأعمال الخلاصية. هيرودس أنتيباس هو الابن الأصغر لهيرودس الكبير. كان أمير ربع على الجليل ومنطقة بيريه من سنة 4 ق.م. إلى سنة 39 ب.م. هو الذي أمر بقطع رأس يوحنا المعمدان (لو 9: 9). بسبب ضغط التُّهَم المتكاثرة من قِبَل الرؤساء والشعب ضدّ يسوع، قرّر بيلاطس إرساله إلى هيرودس، لا ليتحرّر من المسؤولية، بل ليبحث عن رأي خبير قد يساعده في تقصّي الحقيقة والعدالة.

إنّ لقاء هيرودس بيسوع بدأ بفرح كبير لكنّه انتهى بالاحتقار والسخرية. ما السبب؟ إنّ هيرودس قد سمع الكثير عن يسوع (لو 9: 7– 8)، لم يرَ فيه ثائرًا إجتماعيًا، وبالطبع، لا يهتمّ بما علّم؛ همّه الوحيد أن يرى ماذا بمقدار يسوع أن "يعمل"، كان يرجو ان يشهد آيةً، لانه سمع أنّ يسوع شفى الكثيرين. رفَضَ يسوع أن يعطي جواًبا لهيرودس لأنّه لم يقُم يومًا بعجيبةٍ كونه ساحرًا أو انسانًا خارقًا. عندها، سخرَ هيرودسُ من يسوع، وألبسه لباسًا برّاقًا تعبيرًا عن الازدراء فأصبح بمنظرٍ هزلي مضحك. هذا كان رأي هيرودس بيسوع؛ أرجعه إلى بيلاطس، دون كلمةٍ مكتوبة إنما مع ثوبٍ برّاق. ففهم بيلاطسُ رأَيه، وتصالح معه، إذ رُدّ له اعتباره كسلطة ذات صلاحية.

تأمل في النص

لقد تبع عظماءُ اليهود يسوعَ إلى دار هيرودس، ليقنعوه باّتهاماتهم، علّه يعطي قرارًا معهم ضدّ يسوع. لكنّ هيرودس لم يكن محتاجًا إليهم: مَن قتل المعمدانَ لن يخاف ملكًا مقيَّدًا. ومَن لم يؤمن برسالة المعمدان، لن يفهمَ التدبير الخلاصي للمسيح. ونحن أي مسيح نريد؟ هل مسيح العجائب والآيات الخارقة؟ هل مسيح القوّة والحرب؟ إنّ مسيحنا يستطيع كلّ شيء، لكنّه يحترم دائمًا حرّيتنا، التي تفتح له الباب. إنّ كليَّ القدرة لا يقتحمُ إرادَتنا. والإيمان هو باب الخلاص. بين يدي أعدائه فضّل يسوع الصمت. لم يعطِ آيةً لهيرودس ولم يردّ على اّتهامات عظماء اليهود. فتمّم الكتاب: "كم من ساكتٍ يعَدّ حكيمًا ورُبَّ رجلٍ يكره لطول حديثه... إنّ الانسان الحكيم يسكت إلى الوقت المناسب أمّا الثرثار والغبيّ فإنّ الوقت المناسب يفوتهما" (سي 20 : 5– 8).

الفكرة الرئيسة

أراد هيرودس أن يرى آية من يسوع، فأراه صمتًا يستعطي إيمانًا ويفيض مصالحةً.

صلاة

لا تدخلني يا رب في تجربةِ طلبِ العجائب والمستحيلات. أنا أرضى بمشيئتك؛ فمهما كانت الحياة صعبة، علّمني أن أتأمّل بصبرك، فأصل معك إلى مجد القيامة. آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم