(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample
شرح النص
بينما يصرّح يسوع بجرأة عن هوّيته المسيحانية أمام السلطة العليا اليهودّية في داخل دار عظيم الكهنة، ينكر بطرس معرفته به أمام الناس العاديين والخدَم في الأسفل في ساحة الدار. في القسم الأول من حياته العلنية كان يسوع يحرص على كتمان هوّيته وقد فرض السرّ المسيحاني على التلاميذ (مر 8: 30) على الذين حصلوا على شفاء (1: 44 ؛ 5: 43) وعلى الشياطين ( 3: 12 ). لكنّه سمح بإفشاء هذا السر كلما كان يقترب من الآلام ليصحح الصبغة السياسية التي ألحقت بهذه الهوية. فعلى عتبة الصليب يعلن يسوع عن هويته الحقيقية (14 : 62) في ما بطرس يهرب من الصليب وينفي علاقته به.
إنّ تصرّف بطرس هو عكس قول صاحب المزمور "هنيئًا لِمَن لا يسلُكُ في مشورة الأشرار" (مز 1: 1). وإصراره على نكران المسيح ثلاث مرّات هو دليل على خوفه من أن يُقبَض عليه. لقد نسي قول يسوع: "لا تخافوا الذين يقتلون الجسد ولا يقدرون أن يقتلوا النفس" (متى 10 : 28).
لقد خابت طموحاته عندما رأى المسيح مقهورًا ومذلّلًا. لكنّ توبته وبكاءه ورجوعه إلى الجماعة المسيحية هو درْسٌ مهم حول الضعف البشريّ وحول نعمة الله التي تعضده وتسانده.
تأمل في النص
عُرِف بطرس، من لهجته الجليليّة، أنّه من أْتباع المسيح. ويا ليته عُرف أنه تلميذ المسيح من خلال فهمه لسرّ الصليب! التلميذ الحقيقي ليس مَن تبعَ المسيح ثلاث سنوات، والمسيحي الحقيقي ليس مَن عُمّد وحمل على بطاقة هوّيته اسم الطائفة المسيحية. لقد أظهر التلاميذُ السائرون وراء يسوع على الطريق المؤدّي إلى الصليب والموت، عدم قدرتهم على فهم معنى سر الآلام والمدلولات الروحية المخفية للملكوت، وهذا أمرٌ طبيعي. فليس من الطبيعي أن يفهموا هذا لأن سرّ يسوع هو فوق الطبيعة! طبيعيًا لا يستطيع أحدٌ ان يفهمه إلّا إذا حصل على روح الحكمة ووحي خاص ونعمة مميَّزة تفتح عيون قلبه. بالطبيعة، للتلاميذ قلبٌ قاسٍ وروح مُغلق؛ لكن بالنعمة، يستطيعون فهم السرّ.
إنّ دموع بطرس وتوبته يشكّلان أمثولة لكلّ الذين قد ينكرون المسيح خوفًا من الاضطهاد.
الفكرة الرئيسة
أعلن بطرس إيمانه في قيصرية فيلبس، وأنكره أمام الجواري. لكنّه تاب وبكى وأصبح مثالًا لكيفيّة تجاوب الضعف البشري مع نعمة الله.
صلاة
ساعدني يا رب أن أبقى أمينًا في حبّي، ثابتًا في مقاصدي، قنوعًا في حياتي وتائبًا حتى مماتي، آمين.
خذ قرارًا لهذا اليوم
Scripture
About this Plan
"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More