(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

يتفرّد إنجيل يوحنا بهذا النص ويضعه في مقام تأسيس الإفخارستيا عند الأناجيل الأخرى. بالنسبة إلى يوحنا، يسوع هو حمل الله الذي ذُبح في وقت ذبح حملان الفصح في الهيكل، وبالتالي كان العشاء مع التلاميذ عشاءً وداعيًا قبل موته، علّمهم فيه التواضع والخدمة.

من الملفت التناقض في أول النص بين عمل ابليس وعمل يسوع. فيسوع أحبّ خاصته حبًّا شديدًا وسيُترجم ذلك من خلال غسل أرجل التلاميذ والموت على الصليب. أمّا ابليس فكان همّه إيقاف يسوع عن هذا العمل، فيحتال على مَن هم في العالم ويغويهم في "شهوة الجسد وشهوة العين ومجد الحياة..." ( 1 يو 2: 16 ) ليُبعدهم عن الخلاص. فكان يهوذا الاسخريوطي من العالقين في شباكه. إنّ غسل الأرجل في حدّ ذاته هو عمل عاديّ في الشرق، يُستقبل به الضيف أو يقوم به العبد تجاه سيّده عندما يصل إلى البيت، قبل العشاء. أمّا يسوع، معلّم التلاميذ ورّبهم، فقام بغسل أرجلهم أثناء العشاء، معطيًا بذلك معنىً رمزًيا جديدًا، يستبق من خلاله ذبيحته على الصليب.

تأمل في النص

كما الشعب اليهوديّ المحرَّر من عبودية مصر اجتاز البحر ووصل إلى أرض الميعاد، كذلك يسوع كان عليه أن يجتاز من هذا العالم إلى الآب، مارًّا بطريق الموت والقيامة، الذي يشكّل ساعة مجده.

إنّ "خلع الثياب" هو رمزٌ لبذل الذات (يو 10 : 11). فيسوع هو راعٍ صالح، يعطي من نفسه قدوةً، ويعلّم الهدف من الذي يعمله. ثم يطرح السؤال على كل قارئ: ما هي العلاقة التي يحياها بين المعرفة والعمل بالمعرفة؟ هل يقتدي بيسوع منحنيًا أمام غيره وغاسلًا أوساخه؟

على سمعان والتلاميذ أن يقبلوا أولًا الاغتسال بالماء الحي، ثم يذهبون ليغسلوا العالم من أوحاله.

الفكرة الرئيسة

يعلّمني غسْلُ الأرجل التواضعَ والخدمة وبذل الذات في الحب، من أجل الآخرين.

صلاة

"إغسلني كثيرًا من إثمي ومن خطيئتي طهّرني ". نعم يا رب، أنا بجاجة أن اتنقّى وأن أعود إلى حالة أبناء الله التي أخذتُها وقت العماد. إجعل من كلامِك نبعَ مياه يرويني ويرشدني إلى الملكوت.

خذ قرارًا لهذا اليوم