(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample
شرح النص
اتضحت بالنسبة لقارئ إنجيل مرقس هوية من تقع عليه مسؤولية صلب المسيح (آ 1– 2 و 10 – 12) وهنا النص يتقدم لإبراز اقتراب موعد حدوث الآلام الخلاصية (آ 12 ). سياق المقطع يعود بنا إلى حدث دخول يسوع إلى أورشليم والتحضير لهذا الدخول في 11 : 1– 6 من خلال التشابه من حيث الوظيفة السردية والشكل الأدبي. يرسل يسوع تلميذين بتوجيهات معينة واضحة كما فعل سابقًا رجال الله في روايات شبيهة من العهد القديم ( 1صم 10 : 1– 9؛ 1مل 17 – 19 ؛ 2 مل 1). نلاحظ مرقس بكلامه في هذا المقطع يشدّد على الرسالة الإلهية التي على يسوع إتمامها.
ترتبط العبارة الزمنية "وَفِي اْليَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ اْلفَطِيرِ" في مقدمة هذا المقطع مع العبارة الواردة في الآية الأولى من الإصحاح. وفي الوقت الذي كان التلاميذ مشغولون بإعداد الفصح طاعة ليسوع، كان يهوذا يخطط كيف يسلمه، غدرًا به. كل الأحداث تدور حول عيد الفصح، ويسوع يقدم فصحه الجديد، الذي يعطي الحياة الجديدة لكل المؤمنين به.
تظهر رغبة يسوع في الاحتفال مع تلاميذه بعيد الفصح من خلال إتباعه العادات الشعبية اليهودية، لكن من ناحية أخرى يظهر من سرد الروائي سلطان يسوع المطلق، إذ عرف من صاحب البيت الذي سيقيم عنده الفصح وأين سيتم الاحتفال. يذكر يسوع تفاصيل غريبة، إذ من المعروف نقل جرّة الماء يخصّ النساء عادةً. ذكر التفاصيل في النص الإنجيلي دليل على رسوخ الحادثة في ذهن الكاتب. اختار مكانًا هو الأكثر لياقةً لإقامة طقوس العيد حين ذكر لتلاميذه العليّة الكبيرة المعدّة والجاهزة (آ 15 ). هذه العلية عبارة عن غرفة في البيت عادةً تكون مخصّصة للاجتماع العائلي والصلاة.
تأمل في النص
يعرف يسوع معرفة تامة وحقيقية كل ما سيجري معه عند آلامه، وهو يتقبل ذلك باختياره، هذا أشار إليه عندما أرسل تلميذيه إلى إنسان لا يعرفانه وأخبرهما بكل شيء مسبقًا. يؤكد النص أنّ المسيح هو سيّد الأحداث الجارية، وإن دخل التاريخ فهو سيّد التاريخ، إذ وجد التلميذان تمامًا "كما قال لهما". العليّة التي أقام فيها المسيح فصحه هي في حياته كلّها كان يتهيئ ويهيئ تلاميذه للآلام، وأتمّ مشيئة الله الآب ليس مجبرًا بل بحريته ومحبتّه للبشر. يحمل النص في طيّاته بعدًا تعليميًا للمؤمنين حول تهيئة النفس للاحتفال بالفصح المسيحي بأفضل طريقة ممكنة ووفقًا لما يريده السيّد المسيح وبما يتناسب مع البشارة التي نقلها التلاميذ إلى كل العالم.
الفكرة الرئيسة
إعداد التلاميذ وليمة الفصح وفقًا لمشيئة السيّد ومعرفته المسبقة.
صلاة
يا كلمة الله، أيها الرب يسوع المسيح، اجعل من نفسي مكانًا مهيئًا لفصحك البهي، إذ أشاركك آلامك، وأعيش قيامتك المجيدة.
خذ قرارًا لهذا اليوم
Scripture
About this Plan
"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More