(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

يقدم لنا هذا المقطع جواًبا صريحًا وواضحًا على سؤال التلاميذ ليسوع في الآية 4 عن "متى يكون هذا"، والجواب هو أن لا أحد يعرف الموعد إلَّا الآب (آ 32 ). غاية الإنجيلي مرقس من ذكر هذا القول هو إغلاق الباب أمام أي محاولة لحسابات بشرية أو تنبؤات أو تمييز بشري بين المؤمنين بمعنى أن أحدهم يعرف ساعة مجيء الرب وآخرين يجهلونها. يسوع يؤكد أن الله الآب وحده، ودون استثناء، يعرف الأوقات والأزمنة، وليس على البشر سوى الانتظار. يطوّر الإنجيلي هنا فكرة ضرورة السهر واليقظة، وتكرار يسوع للفعل "اسهروا" ثلاث مرات (آ 33 . 35 . 37 ) ما هو إلَّا تشديد على أهمية هذا الموضوع، يدعمه بذكر مثل الحارس الساهر على ممتلكات سيّده، ليرسخ بأذهان سامعيه. كلام يسوع شامل، لا ينحصر بالتلاميذ، بل يتوجه إلى كل المؤمنين به، وهذا يظهر كخاتمة في هذا الخطاب (آ 37 ). سيعود مرقس إلى هذا الموضوع المهمّ من جديد في 14 : 32 – 42 حيث تغيب في المحيط اليهودي فكرة السهر بانتظار زمن الخلاص الإسكاتولوجي، وهو إن كان قصده المجيء الثاني للمسيح إلا أنّه بذكره الليل وهجعاته المتعاقبة، يلمّح إلى الزمن الحاضر وما فيه من ظلمة، لذا وجب السهر. وفيما تتردد هذه الوصية في آذان القراء، يدخل السرد في 14 : 1 إلى حقبة الآلام.

تأمل في النص

رهيبة هي تلك الساعة، حين يأتي الرب يسوع في مجيئه الثاني ليدين الجميع. مخفية حتّى عن القوات العلوية، لا أحد يعرف موعدها ومتى ستكون سوى الله الآب. هذا القول مبنيّ على المبالغة الأدبية من أجل التوكيد على أن مواعيد الأزمنة مسألةٌ إلهية بامتياز ولا يحق للبشر أن يتدخلوا ولا أن يحاولوا أن يعرفوها لأن الله هو في صلاحه يضبط الأزمنة كما يشاء. هو يوصي بالسهر والصلاة، وهما أمران أساسيان في حياة المؤمن يجنّبانه الفتور وكسل الخطيئة، فيبقى بقلب نقي مترقّبًا يقظًا كالحارس الأمين قدوم سيّده القريب. هذا ينبغي أن يكون طيلة حياة الإنسان على الأرض، طفولته وشبابه، وحتى آخر لحظة من شيخوخته.

الفكرة الرئيسة

يجب على كلّ مسيحي أن يسهر لئلا يجده الربّ ساعة مجيئه على غير استعداد.

صلاة

يا رّبي يسوع المسيح إليكَ أصلّي في كلِّ حين، فاجعلني مستعدًا لاستقبالك، وساهرًا على العمل بوصاياك كل أيام حياتي.

خذ قرارًا لهذا اليوم