(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

يختتم الإنجيلي مرقس إنجيله بسرده لأحداث الآلام والقيامة (مر 14 – 16 ) التي تشكّل قمّة للإنجيل، وكلّ ما سبق هو بمثابة تهيئة لهذه الآلام الشريفة والقيامة المجيدة. يبدأ السرد بذكر استمرار محاولات رؤساء اليهود الدينيين إيجاد طريقة للقبض على يسوع (مر 3: 6، 12 : 12 )، مع إشارة زمنية هي الأيام السابقة للفصح: "وَكَانَ الْفِصْحُ وَأَيَّامُ الْفَطِيرِ بَعْدَ يَوْمَيْنِ " (آ 1). الجدير بالذكر، تمييز العهد القديم بين عيد الفصح، أكبر الأعياد اليهودية وتذكار تحرير شعب الله من عبودية المصريين وعيد الفطير. كان خروف الفصح يُذبح في اليوم الرابع عشر من شهر نيسان في المساء، ويبدأ عيد الفطير في الخامس عشر ولمدة أسبوع. لكن ما لبث أن ارتبط هذان العيدان مع بعضهما في ذهن اليهود، وكأنهما صارا عيدًا واحدًا، لهذا السبب يُستخدم تعبير "عيد الفطير" ليشمل الفصح، كما يطلق اسم  الفصح " على عيد الفطير أيضًا. بكلام آخر، كلمات الفصح والفطير تستعملان معًا في لغة الشعب للدلالة على اليوم الأول من العيد وعلى كل الأسبوع. بالرغم من أن قادة اليهود الدينيين يكنّون العداوة ليسوع، والتي أخذت تظهر بعد المناظرات فيما بينهما (راجع 11 : 27 و 12 : 12 )، إلا أنّه من الواجب تمييزهم عن بقية الشعب اليهودي الذي قَبِلَ يسوع وتبعه بإخلاص وأصبحوا في حسبان القادة الدينيين، إذا ما أرادوا تحقيق مؤامراتهم وقتل يسوع (آ 2). كانوا يخافون الشعب الذي قدّم ليسوع كلّ التقدير، واجتنبوا أي عمل علنيّ ضدّه. الأمر اللافت هو أن مرقس يبدأ بعدّ الأيام منذ دخول يسوع إلى أورشليم في الإصحاح 11 . منذ ذلك اليوم إلى يوم القيامة يعدّ مرقس ثمانية أيام، فيحصل يوم الفصح في اليوم الثامن.

تأمل في النص

اتفق رؤساء الكهنة والكتبة بمكر وحيلة على قتل السيد المسيح، وذلك من بعد العيد خوفًا من الشعب المؤمن. هم كانوا بعيدين جدًّا عن إدراك أن يسوع قد جاء فصحًا للعالم، لا بل هو الفصح الحقيقي، على الرغم من كل النبؤات والإشارات في العهد القديم، التي مهّدت لقدومه، والتي هم على دراية ومعرفة جيّدة بها. لم يفهوا أن يسوع الناصري هو المسيا المنتظر. يسوع من جهته لم يكن يبالي بكل ما حاكه رؤساء اليهود ضدّه، بل كان يتمم تدبير الله الخلاصي بفرح وسرور مستهينًا بالخزي والعار ليقبل كل نفس تتوق إليه. هو أتى إلى العالم ليخلّصه، وقادة الفكر اليهودي كانوا يطلبون الخلاص منه وطرده لا من أورشليم، بل من العالم كله، بقتله.

الفكرة الرئيسة

اتفاق رؤساء اليهود على قتل يسوع، وخوفهم الشعب الذي تبعه.

صلاة

أيها الرب يسوع المسيح، احفظني من محاولات أعداء الخير الإيقاع بي وهلاكي، واجعلني محروسًا بنعمتك الإلهية لإتمم مشيئتك للخلاص.

خذ قرارًا لهذا اليوم