(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

بعد انتهاء حقبة أعمال يسوع الإعلانية في أورشليم (صح 11 – 12) وقبل بدء حقبة الآلام والقيامة (صح 14 – 16) يقدّم يسوع خطاًبا مفصليًا أخروًيا يمتد على كافة الإصحاح 13 ، هو الخطاب الأطول ليسوع في إنجيل مرقس. في البداية، يغادر يسوع الهيكل نهائيًا، لكن نرى تلاميذه يتأملون ببهاء المؤسسة اليهودية، وعلى الرغم من فخامة البناء، يؤكد يسوع على رفضه معلنًا سقوطه التام بعبارة من الأدب السامي وبصيغة المبالغة "لا يترك حجر على حجر". موقف يسوع نستنتجه من حواراته السابقة، حيث قادة الهيكل أفسدوا الهيكل ولم يعد ينفع كوسيلة تواصل وتفاهم بين الله وشعبه، لذا لا بدّ أن يسقط.

قول يسوع هذا يوّلد مناسبة لخطاب أخروي، فيها يجلس المعلم مع تلاميذه، وأحدهم يسأله عن الأزمنة الأخيرة والخلاص. ينتمي  لخطاب الأخروي إلى الأدب الرؤيويّ الذي يكشف وُيعلن قرار الله بتدخُّله في التاريخ من أجل خلاص مختاريه من الظلم الحاكم على الأرض )راجع رؤ 1: 1(. يحّدد يسوع من هم المعلّمون الكذبة )آ 5( لكي ينبّه الشعب من تعليمهم، خاصة حول موضوع التوقعات المسيانية المنتشرة بغزارة بين اليهود. لم يكن هدف يسوع من خطابه أن يحدد موعد الساعة الأخيرة ولا أن يصف علامات الأيام الأخيرة، إنما غرضه أن يوجه كل مؤمن في تصرفه وسلوكه في هذا الزمن الأخير الذي بدأ بمجيء المسيح ولكن لم ينته، و لن ينته إلا بمجيئه من جديد.

تأمل في النص

يعلن يسوع رفضه لكل النبؤات الكاذبة التي تربط أحداث التاريخ بوجوب مجي الآخرة. ويحذّر من الأنبياء الكذبة. يكلّم تلاميذه قبل آلامه عما سيحدث في المستقبل ويستخدم تعابير وصور مستعملة من الأدب اليهودي الرؤيوي ومعروفة من السامعين. كلمة الأوجاع في ختام هذا المقطع تعني هنا المخاض، وتدّل على المسيرة الطويلة لتاريخ البشر قبل نهايته. وإن كان بعض المبشرين اليهود والشعب عامةً قالوا بمجيء المسيح الوشيك بعد حرب أورشليم وسقوط الهيكل، إلّا أنّ مسيحيو القرن الأول اعتقدوا بالمجيء الثاني الوشيك للمسيح بسبب الصليب والقيامة وبسبب الوعد الذي تلقاه الرسل (أع 1: 11 ).

الفكرة الرئيسة

الله هو سيّد التاريخ، هو يحدّد متى وكيف ستكون نهاية العالم.

صلاة

أيها المسيح الإله، قوة الله وحكمته، يا من ستأتي في الأيام الأخيرة لخلاص البشر، ثبتني في الإيمان الحقيقي، مبعدًا عنّي كل تعليم كاذب وضلالة.

خذ قرارًا لهذا اليوم