YouVersion Logo
Search Icon

(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأول

DAY 49 OF 365

شرح النص

تجري الأحداث في إحدى باحات الهيكل، والتي تدعى باحة النساء، يدخلها اليهود عن طريق الباب "الجميل" وفيها توجد صناديق للتبرعات الفردية التي غالبًا كانت تُقدَّم إيفاءً للنذور. هناك كان يجلس كهنة الهيكل يراقبون تبرّع الشعب وبقية الجموع الحاضرة في هذه الباحة كان تسمع كمية المبلغ المقدمة. يبدو أن الأغنياء كانوا يولون اهتمامًا بالغًا لإعلان الكهنة عن تقديماتهم، ما دفعهم ذلك لإلقاء الكثير. كان من السهل مراقبة التقدمات لأنها أولًا كانت تعطى للكاهن المعيّن، وهو بدوره يرميها في الصندوق.

ننتقل إلى الطرف الآخر من المقارنة التي يقوم بها يسوع، وهم الأرامل اللواتي كن يعرفْن بسبب لباسهنّ. وهن مع اليتامى يشكلون الشريحة الاجتماعية الأضعف، لذلك، منذ أيام الأنبياء، كان مطلوًبا من القادة اليهود الدفاع عن حقوقهم (راجع إش 1: 17 ؛ إر 7: 6؛ زك 7: 10). بعكس التقوى الكاذبة التي لأولئك الكتبة واستحقوا عليها الإدانة، يمدح يسوع هنا التقدمة الصادقة التي للأرملة. بعض المفسرين لا يرون بكلمة "أرملة" رابط ذي أهمية بين هذا المقطع مع ما سبق، فالصلة أعمق بين المقطعين، إذ غاية الإنجيلي أن يشير إلى المفارقة بين التقوى الكاذبة والتقوى الصادقة. المهم هو المعطي وكيف يعطي وليس ما يعطيه، درجة التضحية وليس قيمة التقدمة. هذه المقارنة بين الفلسين للأرملة وتبرعات الأغنياء تحمل ضمنها تلميحًا إلى تعجّب الناس من المبالغ الكبيرة التي يقدّمها الأغنياء وعدم تقديرهم البتة لما ألقته الأرملة. بالنسبة ليسوع لا تُقاس التقدمة بوزنها، بل بحسن النيّة وطيب الخاطر. الفلس (في اليونانية: leptos) أصغر عملة نحاسية في الإمبراطورية الرومانية، لكن مقدّمته لاقت رضا الربّ.

تأمل في النص

يستغل يسوع العمل الذي قامت به الأرملة الفقيرة ليقدّم لتلاميذه وللشعب عبرةً في معنى وكيفية التقدمة. يبدأ درسه بعبارة توكيدية، استعملها مرارًا وتكرارًا، هي "اْلحَقَّ أقُولُ لَكُمْ"، لتعزيز موقفه كمعلم يقول الصدق، يعرف ما يقوله جيدًا، ويمكن الاتكال على كلامه.

في الوقت الذي قدّمت الأرملة نموذجًا لما علّمه يسوع في الآية 30 حين قال أن الوصية الأولى هي محبة الله، وهي أعطت كل ما لديها تعبيرًا عن حبّها، أعطى الأغنياء جزءًا مّما يمتلكونه مظهرين سعيهم وراء المجد الباطل والشهرة. أبرزت الأرملة هوية المحبوبين من الله والذين ينالون رضاه، هم الذين يتكلون كليًّا عليه ويعبّرون عن إيمانهم، لا بالكلام فقط، بل بالأفعال الصالحة (مر 10 : 14 ؛ مت 5: 3– 12 ).

الفكرة الرئيسة

يرضى الله عن المعطي بمحبة وصدق، وقيمة التقدمة مرتبطة بالنية، لا بالكمية.

صلاة

أيها الإله الذي صلاحه لا يدرك، اقبل القليل الذي اقدّمه لك، بقلب صادق، لا لمجد شخصيّ باطل، بل لمجدك، أينما كنت وفي أي وقت كان، كل أيام حياتي.

خذ قرارًا لهذا اليوم

Scripture

Day 48Day 50

About this Plan

(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأول

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.

More