(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample
شرح النص
نقل لنا الإنجيلي فكرة سرور الشعب بأجوبة يسوع على أسئلة قادة الهيكل آ 37 ، ليستنتج القارئ بصورة غير مباشرة عدم إكرام الشعب لهم. وهنا يذكر خطاب ليسوع (آ 38 – 40) مكوّن من ستة أقوال يفضح بها زيف وغش الكتبة (نص مت 23 : 1– 36 أطول لأنه يذكر انتقادات أخرى ضدّ الفريسيين والكتبة)، يلي هذا الخطاب مديح للفقراء (آ 41 – 44). الذين تمثّلهم أرملة قدّمت كل ما لديها قربانًا للهيكل. كلمة الأرامل(آ 40 ) ترد في كليهما وتفيد كصلة وصل بينهما. ينبّه يسوع الشعب من الكتبة، ويبرّر تنبيهه بأربعة جمل ثم بعد ذلك يختم خطابه بإطلاق الحكم وإدانتهم.
يسوع سبق وحذّر تلاميذه من الكتبة وتعليمهم في 8: 15 ، موقفه منهم مبّرر كونهم اعتادوا أن يخفوا شرّهم وخبثهم تحت الزيّ الخارجي. اعتادوا أن يسيروا مرتدين ملابس فاخرة لكي ينالوا تكريًما من الناس بسببها، همّهم الوحيد المجد الزمني في الأسواق والمجالس العامة وحتى في دور العبادة. كان المجتمع لا يسمح للمرأة بأن تدير ممتلكاتها فجعل من الكتبة وقادة الهيكل أمناء على إدارتها، لكن عوض أن يحفظوا حقوق الأرامل راحوا يسلبونها على أمور فارغة.
صلوات الكتبة لم تكن ترضي الله بالرغم من إطالتها كونها فارغة وتقام لأسباب دنيوية بحتة. يسوع ينتقد الازدواجية في حياة قادة اليهود والهوة الكبيرة بين ما يعلّمون وما يفعلون أو ما يتظاهرون بفعله أمام الناس. هو لا ينتقد التصرّفات بقدر ما ينتقد الفكر الداخلي والشهوة العميقة التي تدفع للتصرف هكذا من أجل المجد الباطل، والقلب القاسي الذي سمح لصاحبه بأن يأكل حقّ الأرامل. في آخر الآية 40 يحكم عليهم بدينونة عظيمة، لأنهم يسترون خطيئتهم بلباس التقوى الكاذب، وبالتالي على كلّ إنسان سلّمه الله رعاية شؤون أبناءه، ولكن هو بالمقابل اختار التمتع بالمنصب على الخدمة الصادقة والأمينة (راجع 10 : 43 – 44).
تأمل في النص
لا يكذب المرائي تجاه الله والناس فحسب، بل يكذب تجاه نفسه أيضًا. يسوع يكشف أعماق قلب الإنسان ويطلب منه أن يعيش حياة تتوافق فيه مواقفه الداخلية مع مظهره الخارجي. عبارة "الطيالسة" تعني حسب بعض الدارسين رداء معلّمي الناموس، والبعض الآخر يقول أنّها ثياب السبت الاحتفالية، بواسطة هذه التصرفات يحاول الكتبة أن يتميّزوا عن بقية الناس ظنًّا منهم أنهم هكذا يصبحون أفضل منهم. بعض المخطوطات تضيف إلى جانب الأرامل فئة الأيتام، كلاهما الأضعف بين الناس وبحاجة للرعاية والاهتمام، لكن للأسف الحماة الشرعيين لهم هم يسلبونهم.
الفكرة الرئيسة
الرب يسوع لا ينظر إلى المظاهر الخارجية بل يهتم بأعماق القلوب.
صلاة
يا رب، يا من تعرف خفايا القلوب، اجعل قلبي طاهرًا، وأفعالي مستقيمة، وأبعد عني كل شهوة مال وغنى ومجد، ثبتني في مخافتك واحفظني بعنايتك ومحبتك في كل حين.
خذ قرارًا لهذا اليوم
Scripture
About this Plan
"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More