(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

يتألف هذا المقطع إلى ثلاثة أقسام: أولًا مقدمة سردية مختصرة لخصوم يسوع وأهدافهم الرديئة، ثم طرح سؤال من قبلهم على شطرين )آ 13 – 14(، الشطر الأول يثني على يسوع ويقولون أنه معلّم لغرض الغش وإسقاطه في الفخ، والشطر الثاني يحوي السؤال عن وجوب دفع الجزية لقيصر من منظور سياسي وديني معًا. القسم الثاني (آ 15 – 16 أ) فيه الفعل الرمزي الذي يكشف نوايا الخصوم التي كشف زيفها يسوع على الفور. طلب منهم أن يقوموا بفعل يفضحهم على حقيقتهم ويضعهم في مأزق أمام الشعب كله، إذ إنَّ حمل اليهودي للنقود الرومانية في جيبه فعل شائن ومدنِّس، ويكشف تعاطيه مع السلطات الرومانية المستعمرة. أما القسم الثالث والأخير، ففيه الشرح (آ 16 ب– 17). يفسّر فيه يسوع لمحاوريه معنى النقوش على الدينار الروماني، ويختم إجابته بأن عليهم التقيد بقوانين البلاد وبكل الواجبات الخاضعين لها، لكن عليهم في نفس الوقت أن يقدّموا لله العبادة الحقيقة على الرغم من السلطات الأرضية الظالمة.

تأتي إجابة يسوع هذه من سياق الوضع السياسي الحاصل في تلك الفترة، إذ كان على كل إنسان ساكن في اليهودية أن يدفع جزية لروما منذ وفاة الملك أرخيلاوس، الابن البكر لهيرودس الكبير، في السنة 6م، كون المنطقة أصبحت ولاية رومانية. الأمر الذي فرض على الشعب الالتزام بواجبات سياسيّة معيّنة. لذا لا بدّ من القول أن يسوع هنا لا يدعو إلى تأسيس دولة ذات قوانين خاصّة، بل همّه أن يؤكد إمكانية الشعب من أن يعبد الله كما يجب، وبالرغم من وجود قادة له ضاّلين.

تأمل في النص

ليس من عادة يسوع أن يحابي الوجوه، هذا اعتراف أتى على لسان خصومه. وعندما أتى هؤلاء إليه بثوب الاحترام الخادع كشف ريائهم وقدم لهم جواب محكمًا عن إعطاء ما لله لله وما لقيصر لقيصر. هكذا يسوع يعلّم كما علّم بولس الرسول رسُله من بعده الالتزامَ بطاعة الرئاسة الدنيوية، في الواجبات والالتزامات المدنية دون أن يؤثر أو يتعارض هذا مع إيمانهم ومبادئهم الدينية. يسوع لم يأت ليقوم بثورة دينية أو سياسية كما كان تصوّر الشعب اليهودي عن المسيّا المنتظر، لذا لم يكن له مآخذ على السلطة الحاكمة، فعلّم بهذا تلاميذه بأن يكونوا قدوةً ومثالًا لكل الأمم من خلال تصرفاتهم بين الناس وأعمالهم الصالحة.

الفكرة الرئيسة

الخضوع للسلطات الزمنية لا يمنع تقديم العبادة الحقيقة لله.

صلاة

أيها الرب يسوع أنر حكامنا واعضدهم في كل عمل صالح بما فيه خير الناس جميعًا وأن نقدّم لك على الدوام قلوًبا نقية صادقة.

خذ قرارًا لهذا اليوم