(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

أظهر يسوع لتلاميذه وأتباعه رفضَ قادة اسرائيل القديم وفساد الهيكل من خلال هذا المشهد. هذا المشهد عبارة عن ثلاثة مقاطع تحوي ضمنها أفعالًا رمزيةً قام بها يسوع أثناء تواجده في أورشليم. يعبرّ لكل الشهود عن أن زمن الهيكل قد انتهى من خلال رموز نبوّية تدلّ على ذلك. هذه الثلاثية تبدأ بدخول يسوع إلى مدينة أورشليم ليحتفل مع الشعب بفصحه الأخير، بعدها يأتي لعن شجرة التين العاقر (آ 12 – 14)، تطهير الهيكل من الأعمال الدنيوية (آ 15 – 19)  وثم في الآيات 20 إلى 25 يقدّم التعليم أمام شجرة التين اليابسة. هذه المقاطع الثلاث سوّية تشكّل تضمينًا في وسطه خبر تطهير الهيكل.

اعتبارًا من الإصحاح 11 مع دخول يسوع إلى أورشليم يبدأ عدّ الأيام في الإنجيل الثاني. منذ اليوم الأول في 11 : 11 وحتى يوم القيامة في 16 : 2 يعدُّ مرقس ثمانية أيام ( 257،Gnilka II). هكذا يتحدّد نموذج أسبوع الآلام الذي يحتفل فيه سائر المسيحيين. يربط المفسرون مشهد التينة العاقر بنبوءتين (مي 7: 1) و (إر 8: 13 ). هو مشهد غريب ولكن يرمز إلى شيء مهم، ألا وهو إعطاء الثمار،فاسرائيل، كالتينة، لم يعطِ ثمرًا في زمن افتقاد الرب ولذلك سيبقى عاقرًا، أي أنه لم يعد يحمل بشكله الحاليّ مسؤولية الشهادة للأمم.

تأمل في النص

رفض يسوع كل النشاط الذي كان يحصل في "باحة الأمم " كما كانت تسمّى. قاومه بقلب المواد وطرد الباعة ومنع اجتياز الهيكل بالبضائع كونه مكان للصلاة وليس للتجارة. باستعماله عبارة جميع الأمم يعبّر عن رجائه بدخول الأمم لا ببضائعهم وتجارتهم بل بقلوبهم وعبادتهم للإله الواحد في أورشليم. أما مغارة اللصوص التي ذكرها يسوع تذكّر بالنبي إرميا 7: 11 ، حين أصبح الهيكل مخزنًا لمكتسبات الظلم. يسوع لا يقبل باستغلال المكان المقدس لأغراض غير مشروعة وفضّل الخروج من المدينة عند المساء لتفادي المواجهات الخاصة مع خصومه الذين شعروا بانتقاده لهم.

الفكرة الرئيسة

الرب ينتظر منّا ثمارًا لا لمنفعتنا الخاصّة بل لتمجيد اسمه ولكل الناس.

صلاة

أعطني يا رب أن أخدم في بيتك خدمةً طاهرة لا لمنفعتي الشخصية بل من أجل خلاص نفسي وخلاص من حولي.

خذ قرارًا لهذا اليوم