(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

يطرح إنجيل مرقس هنا مشكلة الطمع بالسلطة على حساب الرفقة أو الانتماء الدينيّ. يفهم التلميذان يعقوب ويوحنا الملكوت ورسالة يسوع بشكل خاطئ. لذلك ينبّههما الرب ويقول إنّ ليس لهما حقّ على مراكز السلطة بسبب انتمائهما إلى تلاميذ يسوع. على التلاميذ أن يقدموا شهادة للكلمة وللصليب. يجد يسوع هنا الفرصة المناسبة لإلقاء أجمل أقواله عن معنى السلطة والخدمة.

يؤكد الرب على الدور السلبي للتسلّط والاستبداد على الشعب. من يسعى إلى السلطة يسعى إلى الاستفادة الشخصية مهما كلف الأمر ويبقى الشعب مهمّشًا لا حق له بالمراقبة ولا بالمطالبة (راجع مر 6: 17 – 19). هذا الأمر غير مقبول في الكنيسة. لذلك يطرح يسوع نظامًا جديدًا لترتيب الأمور وهو ممارسة السلطة خدمةً للآخرين. هذا يعني أنّ القائد يضع نفسه بمثابة الشعب ويتعب من أجل تسديد حاجاتهم. يعلم يسوع أنّه يجب على القويّ أن يعتبر نفسه خادمًا وعلى المسؤول أن يأخذ دور العبد (آ 43 – 44).

تأمل في النص

يظهر يسوع هنا بوضوح دور القائد المسيحي وصفاته. إنه القدوة المثالية عندما بذل نفسه من أجل الآخرين. يفهم يسوع أن الحياة كلها هي خدمة للقريب وأنه يتمجد بمقدار ما يعطي ويخدم الضعيف. أعماله وأقواله كانت كلها من أجل خدمة الإنسان ولذلك استحق أن يدعى "ابن الإنسان" بمعنى أنه انسان حقيقي يعمل من أجل البشر. عندما يقول إنه لم يأتِ ليخدَم، يرفض أن يستغل السلطة من أجل الاستفادة الذاتية. بالنسبة إلى يسوع المناصب في الكنيسة هي صليب يحمله البشر من أجل الشعب.

الفكرة الرئيسة

القيادة في الكنيسة تتجسد في الخدمة للآخرين عامةً وللمحتاجين خاصةً.

صلاة

يا ربّ علمني ألَّا أدين الآخرين وأن أرى ضعفي و تقصيري في العمل من أجل القريب لأنه ليس هناك أمر مفرح أكثر من العطاء والخدمة بين الإخوة.

خذ قرارًا لهذا اليوم