(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

في لحظات القلق والخوف يعرض يسوع لتلاميذه ثباته في إتمام مشيئة الآب. لم يعُد الرسل حول يسوع كما نقرأ في مرقس 10 :23 : "فَنَظَرَ يَسُوعُ حَوْلَهُ وَقَالَ لِتَلَامِيذِهِ "، بل وراءه وكأن الصعود يتم بغير إرادتهم. يتنبأ يسوع بالآلام بشكل أوضح وأدق من المناسبتين السابقتين في هذا الإنجيل ( 8: 31 – 33 و 9: 30 – 31 ).

يروي مرقس بوضوح هنا أن هدف طريق يسوع هو مدينة القدس، وهو يتقدم بلا ريب أمام المجموعة حتى يصل بسرعة إلى مركز الديانة اليهودية. هناك خوف التلاميذ الذي يختلف كل الاختلاف عن ثقة يسوع بأبيه السماوي. يجمع يسوع الاثني عشر ويشرح لهم أن صعوده إلى المدينة لن يكون عبثًا، بل هناك مشروع يقصد إتمامه. في الآية 34 يجد القارئ تتطابقًا جليًّا مع أخبار الآلام التي سيرويها الإنجيلي مرقس في الإصحاحين 14 – 15 . يذكر يسوع في هذا التنبؤ أن محاكمته ستتم على أساس الإهانة والذلّ، وبالرغم من ذلك يخطو طريقه إلى الجلجلة بثبات عارفًا أن ابن الانسان سيقوم في اليوم الثالث، كما تنبأ دانيال النبي (دا 7: 13 – 14 ).

تأمل في النص

في زمن الصوم الأربعيني المقدس وفي زمن تهيئة المؤمنين لاحتفال عيد الفصح المجيد تأتي هذه القراءة التي تشهد لعزم يسوع على إتمام الإرادة الأبوية لأنه مقتنع أنّ الآب لن يتركه في الألم والموت ولكنه يعيده إلى الحياة حتى يملك على الجميع. يطيع يسوع الآب لأنه يحبه ولأنه يعرفه ويعرف إخلاصه للذين اختارهم ليقدم لهم فرصة الخلاص.

تغلب على التلاميذ مشاعر الاستغراب وحيرة والخوف لأنهم يعرفون أن تعليم يسوع غير مقبول بين القادة اليهود في أورشليم. يسوع في الأمام والتلاميذ يتبعون وكأنهم يترددون بالصعود. هكذا نحن أيضًا في زمن المحنة والشدة ولكن يسوع دائمًا أمامنا يضيء الطريق ويوصلنا إلى الأمان.

الفكرة الرئيسة

يسوع يصعد إلى أورشليم لإتمام مشيئة الآب من أجل كل البشر.

صلاة

أسجد أمام صليبك يا رب وأشكرك على محبتك العظمى التي بها قبلت الآلام والموت من أجل إنقاذنا من الظلام والهلاك الأبدي. لك الشكر ولك المجد الآن وإلى الأبد. آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم