(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

بحسب النظرة البيبلية إلى العالم، لم تكن تمطر قبل الطوفان (تك 2: 5)، فكان من الطبيعي أن لا تظهر قوس القزح. ابتدأ المطر بالطوفان، فظهرت قوس القزح. استفاد الكاتب الُملْهَم من هذه النظرة الكونية ليتكلم عن قوس القزح كعلامة عهد الله مع الخليقة. الله يقيم عهده مع الخليقة البشرية والحيوانية: شعوب الأرض كلها جاءت من نوح (تك 9: 18). ينص العهد على أنه لن ينقرض كائن حي بمياه الطوفان، بل "لن يكون طوفان آخر لخراب الأرض ". علامة العهد "قوس قزح في السحاب". القوس هو آلة حرب، وقوس القزح علامة الجلال، هذه قوس الله؛ السحاب إشارة إلى مياه الطوفان. والعلامة تعني: قوس الله تغلبت على السحاب، فاستراحت فيه. وما عاد الله "يحارب" الخليقة، وما عاد السحاب يتغلب على الخليقة. هو عهد سلام ورحمة للخليقة. لم يعد مصير الخليقة متعلقًا بخطيئة الإنسان، بل برحمة الله. فرحمة الله ستتغلب على عدله، وستتجاوز ضعف الإنسان وُتحفظ الخليقة للخلاص.

تأمل في النص

لا يستطيع الإنسان أن يقف أمام عدل الله لأن الإنسان خاطئ. خطيئة الإنسان وعدل الله يوصلان إلى الطوفان. ولم يخلق الله الخليقة لكي تهلك بالطوفان بل لكي تقوم وتحيا. لذلك، ها هو يقيم عهد الرحمة، فها قوسه تستريح من "الحرب" ويسود السلام؛ وها هي تصد السحاب فيتوقف الطوفان. نلاحظ أن الله هو من يأخذ المبادرة ويقيم العهد. هذه هي مبادرة الحب الإلهي التي ستتبلور عبر تاريخ الخلاص. عهد الله مع الخليقة هو عهد الرحمة. كم مرة ردد يسوع المسيح أنه لم يأتِ ليُهلك، بل ليخلص الإنسان. وهذا التوجه مناقض لتوجه الفريسيين الذين كانوا يشددون على وجوب دينونة الإنسان لأنه لم يفشل في حفظ الشريعة. هذا هو توجه الجماعات الأصولية من مختلف الديانات. أما توجّه الله فهو توجّه رحمة، ورحمته تنبع من محبته للإنسان وللخليقة كلها.

الفكرة الرئيسة

الله يتعهد الخليقة، فلن تهلك، بل يتعهدها للخلاص. ومن أجل خلاص الخليقة، يُفعّل الله رحمته، وتتجاوز عدله وتسمو على خطيئة الإنسان.

صلاة

اللهم أشكرك من أجل رحمتك، ولولاها لما كان لي رجاء بالخلاص.

خذ قرارًا لهذا اليوم