(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

  شرح النص

بعد تدخل الله وتحذيره إياه على أثر قتله أخاه، شعر قايين بقوة العذاب الذي سببه هو لنفسه، عذاب متأتٍ من صوت دم المظلوم، وعذاب التشرد، وعذاب الخوف من ولي الدم، واعترف لله بقسوة هذا العذاب عليه. الجريمة التي اقترفها جعلته محرومًا من محبة الله ومحبة القريب إذ أنه صار مطرودًا من وجه الأرض ووجه الله. غير أن قايين لا يعبّر عن ندم على ما فعل. إن قول قايين يعبّر عن الخوف من الثأر عندما يرتكب إنسان جريمة في مجتمع قبلي، فتغوص عائلتا القاتل والمقتول في بحر من الدماء بفعل الثأر والثأر المضاد. والله لا يرضى عن إحقاق العدل بهذه الطريقة، لذلك ها هو يوجه تحذيرًا قاسيًا لكل من قد يخطر له أخذ الثأر من قايين: "...فسبعة أضعاف ينتقم منه". في المجتمع القبلي، عندما يخضع المجرم لقرار مجلس القبيلة، يضعون له علامة على الجبين كعلامة على أن الجريمة سُدِّدَت دّيتها، وهذا كان كفيلًا بحمايته من ولي الدم. سنرى الشريعة الموسوية تعطي قانون المثل لحل هذا النوع من النزاعات (خر 21 : 23 – 25). خرج قايين وأقام بأرض نود )أرض التيهان( شرقي عدن، في المكان الذي وضع الله فيه الكروبيم لحراسة طريق شجرة الحياة (تك 3: 24 _. منافذ الحياة مسدودة أمام قايين ما دام غير نادم على ما فعل، وغير ساعٍ في طريق التوبة والرجوع إلى الله.

تأمل في النص

اختبار آدم وحواء يتكرر، على وجه تقريبي، مع قايين. ها هو يعصى شريعة الله، ينقاد وراء تكبره، ويحاول أن يبرر شره ويدافع عن نفسه فينغمس في الشر أكثر، وتكون النتيجة وخيمة: يصبح مطرودًا عن وجه الله ووجه القريب. المحبة لا تتعايش مع الخطيئة. خطيئة الإنسان جرح كبير لمحبة الله، وحاجب قوي لتسرب المحبة الأخوية. من يكره أخاه حسدًا يكره الله (91يو 4: 20 – 21 )، ويعزل نفسه عن محبة الله ومحبة أخيه. الخاطئ يتألم في أرض اللعنة والشقاء والخوف. لكن الله لا يحجب وجهه عن الخاطئ بل هذا الأخير يختفي من وجه الله خوفًا وخجلًا. العدالة الإلهية لا تقول على قتل  الخاطئ، بل على قتل الشر الكامن في الإنسان بفعل الرحمة الإلهية والمحبة التي تعلو على العدل. لا يستطيع الخاطئ أن يتمتع بالحياة الإلهية وهو ما زال بخطيئته. الخطيئة حاجز في طريق الحياة. قايين، الابن الضال في الكورة البعيدة، عليه أن ينهي حياة التشرد بتوجهه نحو الله.

الفكرة الرئيسة

خطيئة الإنسان هي من تطرده من حضرة الله، لكن الله يمد حضرته إلى الإنسان لكي يعود إليه.

صلاة

إلهي! أنا شريد وغريب، الخطيئة شردتني وغربتني. ليت رحمتك ومحبتك تتوباني.

خذ قرارًا لهذا اليوم