(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

 شرح النص

استمر قايين في الاتجاه الخطأ، الذي هو الحسد، وبدل أن يعود عنه فيُحسن عملًا وينال رضى الله، اندفع فيه وذهب بعيدًا. يبدو أن قايين وضع خطة لقتل أخيه هابيل، فاستدرجه إلى مكان خلاء بالحيلة حيث سهل عليه قتله دون تمكنه من الدفاع عن نفسه وفي غياب من يمكن أن يدافع عنه. ما هي الدوافع التي استدعت قتله أخاه؟ الحسد والاختلاف في طرق العبادة (1يو 3: 12).

إن إنكار قايين علمه بمصير هابيل أخيه يصب في خانة الدفاع عن النفس باستعمال الكذب والتنكر للواجب الاجتماعي في المجتمع القبلي ألا وهو التضامن مع أخوته والدفاع عنهم في المخاطر. خطيئة القتل بدافع الحسد يتبعها كذب وتنصل من المسؤولية التضامنية، بل والعمل بعكسها. الدم هو الحياة (تك 9: 4– 5؛ لا 17 : 14)، والحياة التي تُهرق ظلمًا تصرخ إلى الله والله يسمع ويتدخل لتحذير الظالم: "ماذا فعلت؟ " الأرض هي مصدر الغذاء؛ فإن سُقيت رحمة وعدالة تعطي بركة، وإن سُقيت دماء مسفوكة وظلمًا حجب بركتها وأعطت لعنة، وهذا ما حصل مع قايين. وبسبب كسر قانون التضامن القبلي، ها هو يطرد من قبيلته ويصبح مشردًا وضعيفًا أمام مخاطر الأرض، ولا من يسنده أو يدافع عنه.

تأمل في النص

خطيئة قايين هي سوء إدارة الاختلاف، وهذا يظهر في الحسد والبغض، و "من أبغض أخاه فهو قاتل " ( 1 يو 3: 15). إذا لم يعالج الحسد أو البغض في وقته، وإذا لم يحاسب الإنسان نفسه فيتراجع عن أخطائه في الوقت المناسب، يتدحرج في سقوطه ويتدهور من شر إلى شر أخطر. الإنسان القريب من الله لا يُخطئ عن سابق تصور وتصميم (1يو 5: 18 )، وإن أخطأ يكون بفعل الضعف وقوة التجربة، لكن سريعًا ما يأتيه الروح القدس ليُقيمه من سقطته. على كل إنسان قدر من المسؤولية عن "أخوته " (الأولاد، شريك الحياة، الأهل، زملاء العمل، الفقراء والضعفاء والغرباء الذين يضعهم الله في طريقي) وعليه "حراستهم" (الاهتمام بهم). الله هو محامي المظلومين ويدافع عن حقوقهم لدى الظالمين (مز 18 : 10 ؛ تث 18 : 10). ومن يعتدي عليهم فهو يعتدي على الله نفسه. إن قانون الطبيعة هو "ما يزرعه الإنسان إياه يحصد"، وقد استشهد بولس بهذا القانون (غل 6: 7). قايين زرع دم الظلم، وحصد اللعنة والتشرد. أعمال الإنسان أهم دّيان له. نتيجة عمل الشر لا تكون أبدًا خيرًا. في كثير من الأحيان تكون مصائب الإنسان نتيجة طبيعية للشرور التي عملها. وعلى الرغم من ذلك، عند التوبة والرجوع إلى الله، روح الله يعطي حكمة للإنسان ليصحح ما سبق وخربه.

الفكرة الرئيسة

الحسد شر كبير ينبع من الكبرياء التي هي أم الخطايا. التمادي في هذا الشر يدفع بالإنسان إلى شرور أخرى تكون عاقبتها وخيمة. "من أبغض أخاه فهو قاتل ."

صلاة

إلهي! خلصني من ذاتي ومن قوة الشر الكامنة فيّ واجعلني خزانًا تتدفق منه المحبة.

خذ قرارًا لهذا اليوم