(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample
شرح النص
نتذكر قول الرب لحواء بعد السقوط بأن النسل الذي تلده بالآلام هو يسحق رأس
الحية (تك 3: 15 – 16). رأت حواء أن ولادة الأولاد ستخلصها من نتائج السقوط، وهكذا فهم بولس هذه الفقرة ( 1تي 2: 15). لذلك، عند ولادة ابنها البكر قالت "رزقني الرب ابنًا "، وبترجمة أخرى أكثر حرفية: "اقتنيت رجلًا من عند الرب "، وسمّته "قايين " أي "المقتنى". ثم عادت حواء وولدت "أخاه هابيل " ومعناه "الهبلة" أي النسمة أو النفخة التي تزول سريعًا، والبخار الذي يظهر لبعض الوقت ثم يضمحل (مز 144 : 4؛ يع 4: 14). بقوله "أخاه هابيل "، يُظهر الكاتب المُلْهَم بأن الشخص المحوري هو قايين، و "أخوه" هابيل تابع له. هابيل راعٍ وقايين فلاح: مقارنة بين مجتمعين مختلفين: الرعاية وتربية الماشية، ثم الزراعة. عرف مجتمع الشرق الأدنى القديم توترًا بين هاتين الفئتين. المزارعون المستقرون، بناة المدن، الحضر، و "الحضاريون" يدّعون التقدم وامتلاك الحضارة والتفوق على أترابهم الرعاة؛ ويتهمون الرعاة بالبساطة والجهل والتأخر. و "البدو " الرعاة يدعون التقوية والروحانية والقرب إلى الله أكثر من المزارعين "الحضريين " ويتهمون أترابهم المزارعين بالفساد والبعد عن الله. عاشت إسرائيل في تاريخها هذا التوتر. فإسرائيل الزراعية أكثرت من عبادة الأوثان. ويهوذا الرعائية كانت أقرب إلى الله. ويعكس الكاتب المُلْهَم هنا، دون شك، هذا التوتر، فهو يميل لمساندة المجتمع الرعائي. وبالعودة إلى حواء، فلا الولد الراعي ولا الولد المزارع استطاعا أن يخلصانها من حالة السقوط كما كانت تتوقع، فقايين رجاؤها سيكون المبدد الأول لرجائها بالخلاص.
تأمل في النص
الأولاد عطية من الله. تك 49 : 25 يدعو الأولاد "بركات الثديين والرحم". نعم هم بركة إلهية يسكبها الله على الرجل والمرأة كثمرة لحبهما بعضهما بعضًا. ولدت حواء قايين، فظنته "المخلص " ورأت فيه "قنية " من عند الله، لكن لما عادت وحبلت وتألمت، رأت أنه لم يكن المخلص. وجاء هابيل، فظنته أيضًا المخلص، لكن هذا أيضًا "هبلة تبخرت". يضع الإنسان ثقته بأولاده ويرى فيهم "الخلاص " من ضعف الشيخوخة والعجز، لكنهم أحيانًا يخيبون أمل والديهم. الخلاص الحقيقي أتى الإنسان في ولد ليس هو فقط "ابن آدم " بل هو أيضًا "ابن الله ". كل إنسان من نسل آدم فقط يحتاج هو نفسه إلى خلاص، لكن "ابن الله "، يسوع، الذي شارك آدم في الجسد لكنه انتصر في التجربة (مت 4: 1– 11 ) وصار رأس الخليقة الجديدة (1كو 15 : 45 – 50 ). وإن كان بآدم يموت الجميع، فبابن الله يحيا الجميع (رو 5: 15 – 19).
الفكرة الرئيسة
المخلص الحقيقي للبشر هو من يشارك آدم إنسانيته ويشارك الله ألوهيته؛ هو ابن الله الذي أتانا إنساًنا.
صلاة
أشكرك اللهم من أجل الزواج والإنجاب، لكنك وحدك رجائي ومخلصي في الضعف وبعد عبوري مضيق الموت.
خذ قرارًا لهذا اليوم
Scripture
About this Plan
"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More