YouVersion Logo
Search Icon

(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأول

DAY 5 OF 365

شرح النص

تذكر أن آدم وحواء سبق وصنعا لنفسيهما ثيابًا من ورق التين في محاولة لكي يغطيا عريهما( 3: 7).

لكن الكاتب الملهم يطلعنا على التدبير الذي صنعه الله لكي يستر عورتيهما: صنع لهما ثياًبا من جلد. يوجد في ذهن الكاتب المُلْهَم، دون شك، صورة الإنسان البدائي الذي خاط ثيابه الأولى من جلود الحيوانات التي كان يصطادها ويقتات بها لكي يستر بها حميميته، وُيشفى من عقدة الذنب والخجل، ويتدفأ؛ فاستعارَ الصورةَ التاريخية هذه ونسبَ العمل إلى الله وأعطى هذا العمل بُعدًا لاهوتيًّا، ألا وهو أن الله هو من يستر عيوب الإنسان لا الإنسان نفسه، وأن عمل الإنسان لستر عيوبه هو عمل ضعيف، لا يدوم، كورق التين الذي سرعان ما ييبس ويطير، أما عمل الله فهو ثابت ودائم كديمومة الجلد، وأن الثياب التي تُعطي الدفء الحقيقي للإنسان هي من صنع الله.

نستبعد وجود فكرة الذبيحة كما هو شائع عمومًا، لأنه لو كان الأمر كذلك، لكان الكاتب المُلْهَم أشار إلى ذلك بوضوح. النص يقارن بين عمل الإنسان لنفسه وعمل الله من أجل ستر عيوب الإنسان التي وعى الإنسان لها بسبب السقوط.

تأمل في النص

فإبتعاد الإنسان عن الله، ومحاولته الاستقلال بذاته )السقوط( هما تسببان الخوف من الغيب (الله أو المصير المجهول) وعذاب الشعور بالذنب، ووعي الإنسان إلى عيوبه الخلقية، ومعطوبيته ومحدوديته. ويحاول الإنسان أن يعالج نفسه، بوسائله الخاصة، ليُشفى من الخوف والضعف والشعور بالذنب. لكن وسائل الإنسان ما هي إلا كورق التين الذي يذبل وييبس ويندثر. والله بمحبته، لم يترك الإنسان لهذا المصير المشؤوم، بل أخذ المبادرة وصنع، بنفسه للإنسان الثياب "الجلدية " القوية والثابتة الكفيلة بتبديد الخوف من قلب الإنسان و "ستر" العيوب التي تسبب للإنسان عقدة الذنب والخجل. إن هذا العمل الإلهي هو الذي يجلب الدفء الحقيقي للإنسان. "الثياب " رمز للخلاص (راجع إِش 61 : 10 ؛ رؤ 7: 9– 10 ). وما هذه الثياب الجلدية التي صنعها الله لآدم وحواء إلا "ثياب الخلاص " التي صنعها الله بالمسيح ليخلصنا من عيوبنا وخوفنا وخجلنا وذنوبنا ويعطينا الدفء الروحي. "الستر " هو التكفير أو التغطية. وعندما نقول إن الله كفّر خطايانا بالمسيح هذا معناه أن الله بالمسيح غفر خطايانا وخلصنا من نتائجها الوخيمة. وما على الإنسان الذي هو فريسة الشعور بالذنب والخجل من أعماله المشينة وشعوره بالخوف من نكبات الزمان إلَّا أن يقبل من الله هذه الثياب بالتوبة والإيمان.

الفكرة الرئيسة

الله يبادر إلى ستر عيوب الإنسان الناتجة عن ابتعاده عن الله والتي تسبب له الشعور بالذنب والخجل والخوف. لقد عم هذا العمل بالحدث المسيحاني: ابن الله تأنس وعاش بيننا وصنع غفراًنا لخطايانا.

صلاة

إلهي! آتي إليك بعُريي وعيوبي وشعوري بالذنب وخجلي من نفسي ومن الآخرين، وخوفي وبردي فاسترني بثوب الخلاص، وبدد مخاوفي بحضورك وبردي بحرارة روحك. آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم

Scripture

Day 4Day 6

About this Plan

(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأول

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.

More